لم يحظ مصطلح معاصر بالاهتمام، والجدل والغموض حوله مثلما حظي مصطلح الإرهاب، فقد أولت الدول، والمنظمات الدولية، وأجهزة المخابرات العالمية، والإعلامية، والباحثين، والاكاديميين، وغيرهم اهتماماً كبيرا به، وعقدت المؤتمرات والندوات - وما زالت- لمعرفة الدوافع ووضع سبل العلاج.
ولم يتفقوا على تعريف واحد للإرهاب، وإن كانوا قد اتفقوا في المفهوم، ولكنهم اختلفوا في الوصف الذي يصدق عليه هذا المفهوم.
مشتق من كلمة رعب Terrorism ومصطلح الإرهاب بالإنجليزية
Terror
فالإرهاب يعني العنف وترويع الآمنين، وسفك الدماء، وتخريب الممتلكات، وقتل الأبرياء
وقد عرف المعجم الوسيط المعاصر الإرهابيين بأنهم: وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية ( المعجم الوسيط 1/376)
وهناك تعاريف كثيرة للإرهاب، إلا أن أفضلها- بحسب ما اطلعت عليه- تعريف مجمع الفقه الإسلامي للإرهاب بأنه: العدوان الذي يمارسه أفراد ، أو جماعات ، أو دول ، بغياً على الإنسان ( دينه ، ودمه ، وعقله ، وماله ، وعرضه ) ، ويشمل صنوف التخويف ، والأذى ، والتهديد ، والقتل بغير حق ، وما يتصل بصور الحرابة ، وإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف ، أو التهديد ، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي ، فردي ، أو جماعي ، يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم ، أو تعريض حياتهم ، أو حريتهم ، أو أمنهم ، أو أحوالهم ، للخطر ، ومن صنوفه : إلحاق الضرر بالبيئة ، أو بأحد المرافق ، والأملاك العامة ، أو الخاصة ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية ، أو الطبيعية ، للخطر ، فكل هذا من صور الفساد في الأرض ، التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها في قوله ( ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) القصص/ 77 " انتهى .
والعلامة القرضاوي- حفظه الله- له مواقف واضحة وصريحة في معالجة الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء، ويسفك الدماء، ويقتل الناس، ويدمر الممتلكات، ويروع الآمينين من غير تمييز بين مسلم وغير مسلم.
ومواقفه واضحة منذ أكثر من أربعين سنة، أي منذ ظهور جماعة التكفير والهجرة في مصر، مروراً بالقاعدة، وبعض الجماعات الجهادية، وانتهاء بداعش التي تقتل، وتفجر باسم الإسلام والإسلام منها بريء براءة الذئب من دم يوسف.
وهذه الورقة تتناول منهج العلامة القرضاوي في معالجته لظاهرة الإرهاب والعنف عند بعض الشباب، وهي ظاهرة أفسدت أكثر مما أصلحت، وهدمت أكثر مما بَنت.
والذين يتبنون هذه الظاهرة لا أرضاً قطعوا، ولا ظهراً أبقوا، بل شوهوا صورة الإسلام، وأعطوا انطباعاً لغير المسلمين بأن الإسلام يتثمل في هؤلاء الأشرار الذين يفجرون ويقتلون الناس في الشوارع فيبتعدوا عن منهج الإسلام الصحيح
ولست هنا بصدد ذكر، أو استعراض فتاوى فضيلته التي تحرم، أو تجرم هذه الأعمال وهي كثيرة مبثوثة في كتبه ووسائل الإعلام بشتى أنواعها، وإنما التطرق لبعض ملامح منهج الشيخ في معالجته للإرهاب، استقيتها من مجموعة مختارة من كتبه هي: فقه الجهاد، الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، الإسلام والغرب نظرات تأصيلية، نحن والغرب، وظاهرة الغلو في التكفير.
وقبل تناول هذا المنهج لا بد من تحرير محل النزاع على طريقة الفقهاء، فليس كل عمل مسلح يعد إرهاباً، وليس كل من حمل السلاح عدّ إرهابياً.
ولذا فإن هناك أعمالاً لا يمكن تصنيفها ضمن دائرة الإرهاب وهي:
أولاً: الكفاح المسلح ضد المحتل والمغتصب للأوطان، مثل إسرائيل التي تحتل أرض فلسطين منذ سنة 1948 وتمارس الإرهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وهدم للبيوت.
فالفصائل الفلسطينية بشتى أنواعها التي تحمل السلاح ضد العدو الصهيوني الغاشم لا يمكن اعتبارها جماعات إرهابية، أو ما تقوم به ضمن دائرة الإرهاب.
وهذا أمر مسلم عالمياً، ومعترف به دولياً
فقد جاء في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المادة (51) ما نصه" ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس - بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق - من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
فلا ينبغي أن يخلط بين المقاومة المشروعة، أو الدفاع عن النفس وبين الإرهاب الذي تحرمه كل الأديان وتدينه كل الأعراف والقوانين.
ثايناً: ويدخل في هذا الباب دفع الصائل، وهو الذي يعتدي على غيره يريد أخذ مالهن او قتله ظلماً، أو هتك عرضه.
فيشرع له رد العدوان إذا لم يمكن رده بطريق آخر.
قال تعالى: ( فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (سورة البقرة 194)
فالدفاع عن النفس هنا واجب شرعاً لأدلة كثيرة ليس هنا موطن ذكرها.
ثالثاً: الإرهاب لا يتمثل بدين، أو مذهب معين ولا يصح أن يقال الإرهاب الإسلامي، أو تصاغ القوانين وتجيش الجيوش لمحاربة الإسلام بحجة القضاء على الإرهاب.
ويسكت عن كل أعمال القتل الإرهابية ضد المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، وكأن الإرهاب مصطلح خاص بالمسلمين.
ولم نسمع عمن يتكلم عن الإرهاب البوذي الذي يقتل المسلمين في بورما، أو الإرهاب الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين في فلسطين، أو الإرهاب الشيعي الذي يقتل أهل السنة في العراق وسوريا.
فالإرهاب لا ينتمي لدين معين، ولا يحمل جنسية بلد ما، ولا يتمثل بطائفة محددة إذا وجدت أسبابه ودواعيه.
بعد هذه المقدمة التي لا بد منها، نتناول بعض ملامح منهج العلامة القرضاوي في معالجته للإرهاب ضمن النقاط التالية:
أولاً: دراسة وبحث ظاهرة الغلو في التكفير من قبل العلماء، والباحثين والأكاديميين، والإعلاميين
وغيرهم، لمعرفة الدوافع والأسباب التي تجنح ببعض الشباب لتبني ظاهرة تكفير المجتمعات المسلمة مما يترتب عليه اللجوء للعنف، والقتل وسفك دماء المسلمين وغير المسلمين بحجة أنهم كفار مرتدون، سواء من كان منهم ملتزماً بأحكام الإسلام أم لا، وسواء فيهم الجاهل والعالم، والذكر والأنثى.
ولا بد من مقارعة الحجة بالحجة، لأن الفكرة لا تقاوم إلا بالفكرة، وإزالة الشبهات التي علقت برؤوس بعض الشباب المسلم.
وهذا منهج الصحابة رضوان الله عليهم، فقد أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لمناقشة الخوارج وإقامة البرهان عليهم.
وقد رجع منهم ما يقرب من ألفين بعد أجاب ابن عباس رضي الله عنهما عن جميع شبههم ونقض حجهم الباطلة.
وكذلك الأمر في عصرنا،فظاهرة الصرامة والشدة عند بعض الشباب لا تعالج بالعنف، والتنكيل، والتعذيب، والقائهم في غيابات السجون.
فالعنف لا يزيدهم إلا تشدداً، والتهديد لا يزيدهم إلا اصراراً
ولا بد من الاقتراب منهم ومحاورتهم، وحسن التفهم لمواقفهم، وإجراء الحوار العلمي معهم بروح أبوية حانية حتى تتضح المفاهيم، وتزول الشبهات.
وعلى العلماء أن يتحملوا الدور الأكبر في الأقناع والبيان، والتوجيه، والنصح، والإرشاد
انطلاقاً من قوله تعالى: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104]
ثانيا: الدعوة إلى الله عزوجل بالحكمة والموعظة الحسنة (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة النحل 125
فحسن الخطاب ولين الجانب منهج قرآني مع المسلم وغير المسلم، كما أمر الحق تبارك وتعالى موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون فقال جل ذكره (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) سورة طه 44
فالإسلام يرفض العنف بلا مبرر سواء كان بالقول، أو بالفعل، فهو مأمور أن يتحرى في خطابه وجداله (الأحسن)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله.
وإذا كان هذا في القول، فأولى أن يرفض العنف في الفعل أي القوة العسكرية في غير موضعها، سواء أكان عنفاً فردياً، أو جماعياً.
ويرفض قتل امرئ بغير حق، أو حمل السلاح في وجه أنسان آخر لا حول له ولا قوة.
ثالثاً: فهم العلاقة بين المسلم وغير المسلم
إن العلاقة بين بين المسلم وغير المسلم، علاقة واضحة جلية بينها كتاب الله عزوجل في سورة الممتحنة (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))
سورة الممتحنة آية 8،9
فالعلاقة هي علاقة السلم لا الحرب، والبر والإحسان إليهم لا البغض والكره
هذا هو الأصل مع غير المسلمين، لأن العلاقة ليست بين جيش المسلمين وجيش الكفار
أو بين دافع الجزية وآخذها.
يجب أن نفرق بين الحياة المدنية والحياة العسكرية، ولكل واحدة أحكامها الخاصة.
فهناك تبادل تجاري، واجتماعي متبادل بين المسلمين وغير المسلمين، وهناك أيضاً حوار متبادل بين الطرفين.
وعدم فهم هذه العلاقة أوقع كثيرا من الشباب في دائرة العنف، لأنهم ظنوا أن غير المسلمين في بلادنا هم أعداء لنا، فلا يجوز السلام عليهم، أو معاملتهم بالحسنى، أو غير ذلك من أنواع التعاملات.
رابعاً: الالتزام بالمنهج الوسطي المتوازن، الذي يمثل منهج الأمة الوسط.
(وكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
سورة البقرة؛ 143
هذا المنهج الذي يعبر عن حقيقة الإسلام، أي النظرة المعتدلة المتكاملة للناس والحياة بعيداً عن الغلو والتقصير.
والوسطية تتجلى في الحرب كما تتجلى في السلم، فالنصرانية تدعو إلى السلام ولو مع من اعتدى عليك في نفسك ومالك، فلا تقاوم الشر بالشر، ولا السيئة بالسيئة.
واليهودية تدعو إلى استئصال الأعداء ولا تبقي للأعداء باقية
وأما الإسلام، فأجاز المعاملة بالمثل، والعدوان بالعدوان، وشرع العفو والمسامحة عند المقدرة.
وإذا دخل الحرب فإنه يدخلها مضطراً للدفاع عن الحرمات والمقدسات، مع مراعاة الضوابط الأخلاقية في الحرب.
خامساً: معرفة الغاية والهدف من الجهاد في سبيل الله
فالجهاد في الإسلام ليس هدفاً في حد ذاته، بل وسيلة لتحقيق هدف، ولا يخوض الحرب إلا إذا أجبرته سنة التدافع، ولا يمكن أن يمنع الإسلام الحرب، وفي نفس الوقت لا بد أن يستعد لها حتى لا يستباح حمانا، ويعتدى على مقدساتنا ودمائنا، وأموالنا.
فالإسلام لا يتشوف إلى القتال، ولا يتطلع إلى سفك الدماء، بل يتطلع إلى انتهاء الأزمة بين المسلمين وخصومهم بلا قتال.
وقد عبر القرآن عن هذا الأمر فقال تعالى:( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) سورة الأحزاب 25
وهذا يدل على روح الإسلام السلمية.
ويمكن إجمال أهداف الجهاد في الإسلام: رد الاعتداء سواء كان واقعاً على الدين أو على الوطن
منع الفتنة أو تأمين حرية الدعوة، أي منع الفتنة والاضطهاد في الدين، ورفع أساليب الضغط والإكراه المادي والأدبي عن الناس، وتأمين حرية الدعوة، والدعاة، ليؤمن من آمن بحريته، ويكفر من كفر باختياره.
إنقاذ المستضعفين من ظلم الجبارين، وتسلط المستكبرين بغير الحق.
تأديب الناكثين للعهود، وفرض السلام الداخلي بالقوة وهذا موجه للمسلمين لفض النزاع المسلح بين طائفتين.
سادساً: التعمق في دراسة العلوم الشرعية، وعلوم الآلة المعينة لفهم الكتاب والسنة النبوية
تعمقاً يزيل الجهل بالشريعة الإسلامية ومعرفة مقاصدها عند بعض الجماعات الجهادية، وبعض الغلاة.
والمقصود دراسة العلوم الشرعية، لا المعلومات الشرعية، فالأولى تؤصل طالب العلم الشرعي الذي يكون قادراً على البحث والنظر، والاستدلال، وتحقيق المناط، وتكييف النوازل على المعاصرة، وربطها بالأصول، وفق قواعد الشريعة ومقاصدها.
ويعرف مراتب الأحكام وأنها ليست في درجة واحدة من حيث ثبوتها، وبالتالي من حيث جواز الاختلاف فيها.
والثانية تسبب فهماً سطحياً يؤدي للتسرع في الحكم، وخطف الأحكام من النصوص خطفاً دون تأمل ولا مقارنة، وهي التي جعلت طائفة الخوارج قديماً تسقط في ورطة التكفير لمن عداهم من المسلمين، وتقاتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد كانوا جنوداً في جيشه.
وقد غفل بعض الشباب عن تلقي العلم من علماء الشريعة الثقات، لأنهم لا يستطيعون أن يخوضوا هذا بحر العلوم الشرعية وحدهم، دون عالم يأخذ بأيديهم ويشرح لهم الغوامض، ويرد الفروع إلى أصولها، والنظائر إلى أشباهها.
هذه بعض ملامح منهج العلامة القرضاوي –حفظه الله- في معالجته للإرهاب
ولا شك أنها كثيرة جداً مبثوثة في كتبه وفتاواه، حاولت ذكر أهمها، وإلا فالموضوع يحتاج لدراسة متأنية فاحصة.
وبهذا يتبين للقارئ أن العلامة القرضاوي الذي اتهم ظلماً من المسلمين وغير المسلمين بالإرهاب، لديه منهج واضح جلي في معالجته، بل إنه من دعاة الحوار بالحسنى ونبذ العنف، ومقارعة الفكر بالفكر، ومحاربة الجماعات الجهادية التي شذت عن منهج الإسلام الوسطي.
حري بهؤلاء جميعا الاطلاع على هذا المنهج الذي يرسم للصحوة الإسلامية طريقها، ويبين لها اعوجاجها، ويبعث الأمل في نفوس أبنائها.
والله يقول الحق وهو الهادي إلى سواء السبيل.