• العلاقة بين المسلم وغير المسلم هي علاقة السلم لا الحرب
    والبر والإحسان لا البغض والكره.

  • عندما تتعامل الشريعة الإسلامية مع كل المستجدات المعاصرة بكل يسر وسهولة
    فهذا يدل على عظمة هذه الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

  • مهما بلغ الإنسان من الرقي والتقدم العلمي
    سيظل مخلوقاً ضعيفاً أمام قدرة الله عز وجل.

  • الكلمة المكتوبة في مواقع التواصل أمانة ومسؤولية أمام الله عز وجل
    يسأل عنها صاحبها يوم القيامة كما يسأل عن الكلمة المنطوقة.

  • لم يقصد الإسلام إلى إفقار الأغنياء على حساب إغناء الفقراء
    إنما قصد مساعدة الفقير والتخفيف عليه.

نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ الدكتور/ سلطان إبراهيم الهاشمي




  • الاسم: الدكتور/ سلطان إبراهيم سلطان خليفة الهاشمي
  • مواليد: 1967م

درست المرحلة الابتدائية في مدرسة أبي بكر الصديق في مدينة الدوحة ومازالت هذه المدرسة موجودة، وهي حالياً ملاصقة لأستاد الدوحة لكرة القدم والصحة المدرسية.

كان مدير المدرسة في ذلك الوقت الوالد يوسف بن عبدالرحمن الخليفي رحمه الله، درست فيها ست سنوات ابتداء من سنة 1974

ومن الأساتذة الذين أذكرهم الأستاذ سلمان السليطي، وعبدالله جمعان السعدي، وغيرهم من الأساتذة، أطال الله في عمر من كان على قيد الحياة ورحم الله المتوفى منهم.

ثم درست المرحلة الإعدادية في مدرسة اليرموك لمدة سنة واحدة، وانتقلت لمدرسة أبو عبيدة الإعدادية لمدة سنة، ثم مدرسة الغرافة الإعدادية، وكان مدير المدرسة الأستاذ عبد الله العلي، ومعه الأستاذ يوسف المؤذن، وأذكر من زملاء الدراسة الشيخ عبد الله بن ثامر آل ثاني، والشيخ خالد بن ثاني آل ثاني، وعبد الله بن ثاني بن عبدالله، وعبدالعزيز بن أحمد آل ثاني، وزايد سعيد الخيارين، وعبدالله المري، وناصر عبدالرحمن الجابر، وعشوي العنزي، وعبدالرحمن وديع الطويل، وسلطان إبراهيم الشيب، وغيرهم.

بعد انتهاء المرحلة الإعدادية انتقلت للمعهد الديني الثانوي، وربما الصدفة قادتني للالتحاق به لقربه من منزلي في منطقة اللقطة في ذلك الوقت.

كان مدير المدرسة المربي الفاضل الشيخ عبداللطيف زايد رحمه الله، والذي تعلمت على يديه الشيء الكثير، فقد كان معلماً ومربياً، يجمع بين حرص الأب وعطفه على أبنائه، وبين القدوة والأسوة لطلابه.

ثم تولى إدارة المعهد بعد ذلك الأستاذ محمد جابر سلطان الجابر، فكان متميزاً بإدارته للمعهد.

من المشايخ الذين درست على أيديهم، الشيخ صالح النور رحمه الله، والشيخ عبدالعزيز جبر رحمه الله، والشيخ عبدالستار نوير، والأستاذ عبدالحكيم دياب رحمه الله أستاذ اللغة العربية وغيرهم من المشايخ الأجلاء.

تخرجت من المعهد الديني سنة 1986 م، ومن زملاء الدراسة الذين أذكرهم، المهندس عبدالله مسعد القحطاني، العميد عبدالله الباكر، محمد المولوي، وعبدالله المولوي، وأحمد يوسف البدر، وسالم البكري، وعبدالله المرواني، وعبدالله عبدالعزيز، أيوب عرب، وغيرهم.

ثم التحقت بكلية الهندسة جامعة قطر وتخصصت هندسة كيميائية، وبعد سنة واحدة غيرت تخصصي من كلية الهندسة إلى كلية الشريعة.

وسبب تغيير التخصص: كان والدي رحمه الله يرغب أن أدرس العلوم الشرعية في الأزهر، وكنت متردداً في هذا الأمر، ولذلك التحقت بالقسم العلمي في المعهد الديني، ومن ثم كلية الهدسنة بجامعة قطر.

بعد وفاة والدي رحمه الله زهدت في كلية الهندسة، وتحقيقا لرغبة الوالد رحمه الله حولت إلى كلية الشريعة، وتخرجت منها سنة 1991 وعينتُ معيداً فيها..

من المشايخ والأساتذة الذين درست عليهم، فضيلة العلامة يوسف القرضاوي، والدكتور عبدالعظيم الديب رحمه الله، والدكتور علي السالوس، والدكتور علي محي الدين القره داغي، والدكتور حسن عيسى عبد الظاهر رحمه الله، والدكتور أحمد حمد، وغيرهم من الأساتذة..

في سنة 1992 ابتعثت للدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وحصلت على الماجستير بتقدير ممتاز وكان عنوان الرسالة: أحكام تصرفات الوكيل في عقود المعاوضات الإسلامية، بإشراف الدكتور ناصر المنيع

بعدها عدت للتدريس في كلية الشريعة بجامعة قطر.

في سنة 2001 ابتعث مرة أخرى لإكمال الدكتوراه من نفس الجامعة، وتخرجت منها سنة 2007 بتقدير ممتاز وكان عنوان الرسالة (التجارة الإلكترونية وأحكامها في الفقه الإسلامي-دراسة فقهية تأصيلية وتطبيقية) بإشراف الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن زيد الرومي.

من المشايخ الذين درست عليهم، الدكتور عبدالله الركبان، والدكتور عبدالكريم النملة رحمه الله والدكتور عبدالعزيز الربيعة رحمه الله، والدكتور صالح غانم السدلان رحمه الله، والدكتور أحمد سير المباركي والدكتور يعقوب الباحسين، والدكتور عياض السلمي، والدكتور محمد عبدالله العجلان رحمه الله، وغيرهم.

  • فقه الفرائص والمواريث.
  • فقه الزكاة.
  • فقه المعاملات المالية المعاصرة.
  • مقدمة في المال والملكية والعقد.
  • فقه الحدود والجنايات.
  • فقه التوثيقات.
  • فقه الشركات والتبرعات.
  • فقه العبادات.
  • فقه الأسرة.
  • الأحكام الفقهية المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي.
  • حق الدول في منع الأشخاص المصابين بالأمراض المعدية من الدخول لأراضيها.
  • وقف الإرصاد ودوره في تنمية المساعدات الخارجية القطرية.
  • معايير التفاضل بين ميراث الذكر والأنثى في الشريعة الإسلامية.
  • مسؤولية مجلس الإدارة في إدخال الكسب الحرام على أموال الشركاء في الشركات المساهمة.
  • التكييف الفقهي للشركة المساهمة بين شركة الملك وشركة العقد.
  • برامج إذاعي من ثلاثين حلقة قدم في شهر رمضان 1432 لإذاعة صوت الخليج بعنوان " قيم مفقودة في حياتنا "
  • المشاركة في البرنامج الإذاعي " المعاملات المالية المعاصرة "في حلقات عن البطاقات الائتمانية -الإجارة المنتهية بالتمليك- التجارة الإلكترونية-
  • المشاركة في برنامج كيف أصبحت.
  • المشاركة في برامج الإفتاء على الهواء مباشرة في تلفزيون قطر.
  • المشاركة في برنامج عن يوم عرفة في عام 1431 في تلفزيون قطر.
  • برنامج عطاء ربك ثلاثين حلقة.
  • المشاركة في برنامج "المسافة الاجتماعية" في قناة الكأس :
    • الاتزان النفسي في الوقت الراهن
  • المشاركة في برنامج "الحقيقة" في تلفزيون قطر:
    • قضية الشعائر الدينية
  • المشاركة في برنامج "المجهر" في قناة الريان:
    • الثقافة الإستهلاكية
    • الحياة الزوجية (الطلاق)
    • الحياة الزوجية (الزواج)
  • المشاركة في برنامج "المطوع" في قناة الريان:
    • الستر من المنظور الشرعي
    • آداب التعامل مع غير المسلمين
    • الحفاظ على حياة الناس
    • مكانة المعلم في المجتمع
    • ضوابط وسائل التواصل الاجتماعي
    • استقبال رمضان
    • سيرة الامام أحمد بن حنبل ونشأته
    • الإشاعة من المنظور الشرعي
    • التسامح و التعايش الديني
    • الإستعداد لشهر رمضان الفضيل
    • ديننا الحنيف
  • المشاركة في برنامج "باب الريان" في قناة الريان:
    • الوفاء بالعهد
    • الصوم وحفظ الجوارح
    • غزوة بدر
    • قواعد الحياة الزوجية السعيدة
    • معنى الخشوع وأهميته
    • أهمية الصحة والعافية أثناء الصيام
    • قيام الليل وكيفية صلاتها
    • مفهوم التسامح في الإسلام
    • فضائل الشهر الكريم
    • صلة الأرحام
    • تزكية النفس خلال شهر رمضان
    • تعريف العبادة
    • صفات الرسول ﷺ في القيادة
    • البعد الشرعي لوسائل التواصل
    • تفاصيل معركة بدر الكبرى
  • المشاركة في برنامج "تراحيب" في قناة الريان:
    • أحكام زكاة المال
    • تجربة التدريس الإلكتروني
    • المساعدات الانسانية
    • فضائل شهر رمضان
    • الحفاظ على الممتلكات العامة
    • رعاية الضعفاء وذوي الإعاقة
    • طرح برنامج الداراسات العليا
  • المشاركة في برنامج "حب الوطن" في قناة الريان.
  • المشاركة في برنامج "حياتنا" في تلفزيون قطر:
    • ظاهرة التسول الإلكتروني
  • المشاركة في برنامج "خطوات" في قناة الريان:
    • النظرة الشرعية
    • الوقف الإسلامي
  • المشاركة في برنامج "رمضان الدوحة" في قناة الريان:
    • الحياة في رمضان
    • آداب السوق
    • بر الوالدين
    • قيمة التسامح والعفو
  • المشاركة في برنامج "رمضان والناس" في تلفزيون قطر:
    • رمضان في الحجر الصحي
  • المشاركة في برنامج "رياض الجنة" في تلفزيون قطر:
    • عاشوراء حكم وعبر
    • الترفيه في ميزان الشرع
  • المشاركة في البرنامج الإذاعي "كلمات من نور" لإذاعة صوت الخليج :
    • أهمية الزكاة في الإسلام
  • المشاركة في برنامج "لبيك" في قناة الريان:
    • الامتثال لأوامر الله تعالى
    • خصائص ومكانة مكة المكرمة
  • المشاركة في برنامج "مفاتيح الخير" في تلفزيون قطر:
    • كيف نتعامل مع الأحداث
  • المشاركة في حملة "حق الشام" تغطية خاصة في تلفزيون قطر.
  • المشاركة في برنامج "اللهم لك صمت" في قناة الريان:
    • المعايير الشرعية للدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي
    • أيام معدودات
    • الاخلاص
    • درجة الإحسان
    • التوكل على الله
    • حسن الظن بالله
    • فضل زكاة الفطر
    • علامات قبول الطاعة وعدم الاغترار بالعمل
  • المشاركة في برنامج "ليالي رمضان" في قناة الريان:
    • فضائل الصدقة وحكمها وآدابها
الشيخ سلطان عضو في 7 هيئات شرعية، هي
  • عضو الهيئة الشرعية لبنك التنمية.
  • عضو الهيئة الشرعية للوطني لإسلامي.
  • عضو الهيئة الشرعية والعضو التنفيذي للشركة الوطنية للإجارة.
  • عضو الهيئة الشرعية لبنك الطاقة.
  • عضو الهيئة الشرعية لشركة الجزيرة للتمويل.
  • عضو الهيئة الشرعية لشركة الخليج للتكافل.
  • رئيس الهيئة الشرعية لشركة الدار للصرافة.

مجموعة مقالات لفضيلة الشيخ الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي نشرت في عدة جرائد رسمية




أفتى عدد من كبار علماء دولة قطر بإسقاط الجمعة والجماعات عن المصابين بمرض كورونا، وكذلك عن من يخشى على نفسه الإصابة، كأن تكون مناعته ضعيفة، أو غيرها من الأمور، التي يخشى عندها أن تنتقل له العدوى بسهولة. وأكدوا -في فتواهم لـ «العرب»- على أهمية أن يكون الخوف محققاً بلا توهم، أو أن يكون بأمر ولي الأمر، وأوضحوا أن إغلاق الجوامع جائز إذا انتشر الوباء، وصدر الأمر بذلك، كالأمر بغلق المدارس والجامعات في مناطق انتشار الوباء. واستند علماء قطر في فتواهم إلى العديد من الأسانيد التي وردت في السنة النبوية المطهرة، وما قام به الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك أقوال الثقات من التابعين.

د. سلطان الهاشمي: الشريعة حثت على عزل المصاب بمرض معدٍ

قال فضيلة الشيخ الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي - العميد المساعد لكلية الشريعة سابقاً: حثت الشريعة على عزل المصاب بمرض معدٍ عن الأصحاء، حفاظاً على سلامتهم، وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فمنع المجذوم من دخول المدينة وقد جاءه للمبايعة، وأرسل إليه؛ فقال صلى الله عليه وسلم «إنا قد بايعناك فارجع»، وهذا في المبايعة بالإسلام.

وأضاف فضيلته: كما يجب على المريض المعدي العزلة، بأن يعزل نفسه عن الأصحاء، فعلى الصحيح اجتناب المرضى والأماكن الموبوءة، فقد امتنع عمر والصحابة من دخول الشام بسبب الطاعون.

وأشار د. الهاشمي إلى أن في مخالطة المصابين بفيروس كوفيد 19 «كورونا» إضراراً بالنفس، وهو محرم، ففي الحديث المصنف في قواعد الدين، ويحفظه المسلمون: «لا ضرر ولا ضرار»، والمجمع عليه أن: «الضرر يزال»، وتمنع أسبابه، لذا فعلى المريض بهذا الفيروس «كورونا» اعتزال الناس، حفاظاً على دينه وسلامة إخوانه، بل يمنع من حضور الجمعة والجماعات وأداء الحج والعمرة. وختم فضيلته فتواه بقوله: يجوز ترك الجمعة والجماعة للخوف من انتشار الوباء، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا في رحالكم في يوم مطر وبرد شديد»، ولا شك أن الخوف من الوباء أشد وأكبر، وهذا هو قياس الأولى.

د. عبد الله السادة: الشرع أعذر الناس في الجماعة في حال المطر.. والوباء أولى

قال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن إبراهيم السادة خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب وأستاذ علوم الحديث: نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل البصل أو الثوم أن يأتي المسجد لأنه يؤذي المسلمين، وإذا كان النهي عن أذى المسلم برائحة كريهة، فإن أذيته بنقل المرض إليه منهي عنها من باب أولى، وفي ذلك رخصة للصلاة في البيت إذا كان المصلي في المسجد يسبب الأذى.

وأضاف فضيلته: قد وردت أحاديث عديدة تنهى عن مخالطة المريض المعدي للناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الطاعون آية الرجز ابتلى الله عز وجل به أناساً من عباده، فإذا سمعتم عنه فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه». وقال عليه الصلاة والسلام: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد»، وقال: «لا يورد الممرض على المصح»، وفي قوله عليه الصلاة والسلام «لا عدوى» فيه رد على المشركين الذين قالوا إن الأمراض تعدي بطبعها لا بفعل الله وقدره.

وختم الدكتور عبدالله السادة قائلاً: يجب على المريض بـ «كورونا» أن يلزم مكانه، لا سيما وقد سقطت عنه الجمعة والجماعات للضرر المحقق، والشرع أعذر الناس في الجماعة في حال المطر، فالأولى أيضاً إعذارهم إذا خافوا على أنفسهم الوباء.

الشيخ محمد حسن المريخي: من المؤسف تداول مقاطع فيها استهزاء بما قدّره الله من أوبئة

أكد فضيلة الشيخ محمد بن حسن المريخي إمام وخطيب جامع عثمان بن عفان بالخور أن الدنيا محل الابتلاءات، والله جل وعلا ينبه خلقه بالبلاء ليتوبوا، ومن المؤسف تداول المقاطع التي فيها استهتار واستهزاء بما قدره الله، فالواجب الاتعاظ والاعتبار والتوبة في مثل هذا، ومعرفة الواجب عند انتشار الأوبئة، ومن ذلك تجنب أسباب انتشارها.

وقال المريخي في فتواه: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل مريض سكن في دار بين قوم أصحاء، فقال بعضهم: لا يمكننا مجاورتك، ولا ينبغي أن تجاور الأصحاء فهل يجوز إخراجه؟ فأجاب: نعم لهم أن يمنعوه من السكن بين الأصحاء، فإن النبي قال «لا يورد ممرض على مصح».

وأضاف فضيلته: أن المؤمنين جسد واحد، ونفس واحدة، وحفظ النفس من مقاصد الدين، والله يقول: (ولا تقتلوا أنفسكم)، وقال سبحانه:(ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).

ويقول فضيلته: إن وباء (كورونا) بلاء ووباء، وقد أفتى الفقهاء بسقوط الجمعة والجماعة والحج والعمرة عمن أصيب بالطاعون ونحوه، وأذنوا في ترك الجمعة والجماعة خوفاً من الوباء، وهذا ما نفتي به أيضاً نسأل الله الشفاء العاجل لجميع المسلمين.

الشيخ جاسم الجابر: للخوف من زيادة انتشار الوباء الحكم نفسه بترك الجمعة والجماعة

أفتى فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر رئيس لجنة البحوث والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فرع قطر- فقال: إذا اعتقد المؤمن أن العدوى من قضاء الله طابت نفسه واطمأن قلبه، وتعامل مع الأوبئة دون خوف، تسليماً ورضاً بقضاء الله.

وأضاف فضيلته أن الموت بالمرض ليس من سوء الخاتمة، بل العكس ففي الحديث أن المطعون شهيد، أي الميت بالطاعون. وتابع قائلاً: بعث النبي صلى الله عليه وسلم لتطهير العقيدة من خرافات الجاهلية فقال: «لا عدوى ولا طيرة»، ومعناه أن المرض يعدي بقضاء الله لا بذاته، وقد أصاب هذا الوباء ناساً وهم منعزلون محتاطون، ولذلك لمّا قال أبو عبيدة لعمر حين أبى دخول الشام بسبب الطاعون: «أفراراً من قدر الله؟ أجابه؛ «نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله».

وأشار الجابر رئيس لجنة البحوث والفتوى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فرع قطر- إلى أن فِعل عمر رضي الله عنه حجة، وفيه دليل أن اختلاط المريض المعدي مع الأصحاء لا يجوز. وفي الحديث «فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد».

ولفت إلى أن المصاب بكورونا أو «كوفيد 19» تسقط عنه الجمعة والجماعات قياساً على فتوى الجمهور في الطاعون، وتسقط أيضاً في حالات الخوف المحقق، فللخوف من زيادة انتشار الوباء الحكم نفسه بترك الجمعة والجماعة.

وأكد فضيلته ضرورة أن يكون الخوف محققاً بلا توهم، أو أن يكون بأمر ولي الأمر، فعن الشيخ ابن قدامة -رحمه الله- قال: ويعذر في ترك الجماعة والجمعة الخائف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ»، والخوف ثلاثة أنواع «خوف على النفس، وخوف على المال، وخوف على الأهل».

وأوضح أن إقفال الجوامع جائز إذا انتشر الوباء، وصدر الأمر بذلك من الجهات المختصة كوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مشيراً إلى أن شأنه في ذلك شأن غلق المدارس والجامعات في مناطق انتشار الوباء.

  • المصدر: صحيفة العرب القطرية
  • التاريخ : الجمعة 13 مارس 2020

 

أثارت الفتوى التي أصدرها فضيلة الدكتور علي السالوس بشأن قرعة أراضي لوسيل والتي نشرتها (الشرق) ردود فعل متباينة بعد ان اعتبر فضيلته انها القمار عينه وطالب الشركة بتحري الحلال ورد مبلغ المائة ريال لغير الفائرين تجنبا لشبة القمار.

وتلقت (الشرق) رداً من هيئة الرقابة الشرعية با لشركة موقعاً من كل من الشيخ عبد العزيز بن صالح الخليفي رئيس هيئة الرقابة الشرعية والدكتور سلطان ابراهيم الهاشمي وعبد الدائم ابو المعالي عضوي الهيئة.. وفيها يلي نص الرد:

وبعد: فقد عرضت إدارة الشركة الوطنية للإجارة المشروع الذي تنهض به شركة الوطنية للتطوير العقاري بدعوة الراغبين من جمهور المواطنين للمشاركة في التسجيل بالقرعة الالكترونية، لمشروع الأراضي الواقعة في منطقة لوسيل، والمخصصة من الدولة لإقامة فلل للمواطنين القطريين، وذلك من خلال مراكز التسجيل المبينة في إعلانها، نظير رسم اشتراك محدد، وفقا للضوابط والشروط التي قررتها الجهة الرسمية المنوط بها إدارة المشروع.

وقد أجيز هذا النشاط الذي تتولاه الشركة من الناحية الشرعية، لعدم معارضته أيا من القواعد الشرعية، ولاتفاقه مع الأحكام الفقهية.

ولما كان اللبس قد طرأ على طائفة من الناس، الذين توهّموا شبهة المقامرة في اشتراط رسم الاشتراك، فقد تعين إصدار هذا التوضيح دحضاً لتلك الشبهة، فالقمار كل لعب فيه مراهنة، سواء اتخذ صورة الميسر أو اليانصيب، وهذه جميعأ بلا ريب محرمة شرعأ، بينما المشروع الذي تقوم به الشركة ليس فيه شيء من تلك الشبه المحرمة، فالقرعة الالكترونية لا تقدم للمقترع كسباً ماليأ وإنما تهيئ للجمهور فرصة عادلة للاشتراك في التعاقد على شراء أراض محدودة العدد، ثم انها تكلف المقترع في النهاية بعد دعوته للتعاقد إلى سداد مبالغ مالية كبيرة ثمناً للعقار موضوع التعاقد.

والقرعة في ذاتها طريق مشروع فقهأ في توزيع الملكية العقارية، بل وأجازتها الشريعة في أبواب أخرى، كالقرعة في المبيت، وعند التنازع في الحضانة، وفي الوصايا، وفي الاستلحاق، وفي التداعي في باب القضاء. فالاقتراع في ذاته وسيلة لتعيين المترشح لإبرام عقد البيع العقاري معه، أشبه ما يكون بالعقد الذي يتّم بطريق المزايدة، سواء أكانت بمزايدة اختيارية، أو مزايدة تتم بواسطة القضاء، وكالعقود التي تتم بطريق المناقصة، ففي جميع هذه الأحوال، رسمية كانت أو خاصة، يكون هناك دعوة إلى التعاقد، ويشترط على المتقدم إليها سداد رسم مالي محدد نظير الخدمات الإدارية التي تقوم بما الجهة الداعية، ولم يقل أحد من الناس، إن في هذه التعاقدات شبهة ما، وفي موضوع القرعة الإلكترونية لمشروع أراضي لوسيل ما تقرر هذا الرسم الضئيل إلا في مقابله الخدمات التي تقدمها الشركة للجمهور، وهي في الواقع خدمات ذات تكاليف مالية باهظة تحملتها الشركة، وتمثلت في استئجار أماكن في القاعات والأسواق العامة لاستقبال الجمهور، وعينت في تلك المراكز موظفين في غير ساعات الدوام الرسمي لأداء الخدمات الوظيفية المناسبة، واستأجرت الشركة على شبكة الانترنت موقعاً إلكترونيا لهذا الغرض، وصممت له برنامجا فنيأ دقيقاً لاستقبال طلبات المشاركين، ومهيئاً لإجراء القرعة الالكترونية في المواعيد المحددة، ولا شك أن من العدالة عدم تحميل الشركة وحدها في ذمتها المالية تلك المصاريف الإدارية، لاسيما أن الأنظمة الرسمية الني اعتمدها ولي الأمر تقرر في مثل هذه الحالات رسم الاشتراك عند تسجيل طلبات المزايدة نظير الخدمات الوظيفية التي تسهل على المواطن التقدم للاشتراك في المشروع. إن من الاستقامة في المنهج الإيماني ألا يبادر المؤمن إلى إساءة الظن في أعمال إخوانه، حتى يطلع منهم على حقائق الأعمال التي ينهضون بها، وهذا العمل المبرور الذي تقوم به الشركة خدمة للمواطنين هو واحد من الأعمال الموافقة لقواعد الشريعة المطهرة ٠

الحضارة الغربية فيها النافع و البار ،و المحمود و المذموم، و السيئ و الخبيث و الحسن الحميد ٠ و إذا كانت هذه الحضارة قدمت للبشرية خدمات جليلة في شتى العلوم و المعارف، الا أنها سلبت نتمن بعض الأمم و الشعوب قيمها و مبادئها و عاداتها وتقاليدها ٠ وقد وصل طوفان الانبهار الحضاري بالغرب الى درجة اقتلعت معه القيم الإسلامية في بلادنا العربية، وأخذت الدهشة تغمر الناس من انجازات الحضارة الغربية، وأنخرطوا فى سلكها مغمورين مفتونين. والناس لم تقتنع بأن تأخذ من هذه الحضارة ماينفع دنياها و لا يضر بدينها . أو مايخدم مصالحها و لا يهدم مبادئها أوقيمها. لم يقتنعوا بكل ذلك، ولكن يمموا وجوههم شطر الغرب وصاغوا حياتهم صياغة غربية، ونسجوا شؤونهم على منواله في كل شيء : الثقافة و طريقة التفكير و النظر للحياة نظرة مادية. والتطلعات، و الملبس ، وطريقة الأكل. فالإستيراد من الحضارة الغربية لم يقف على التكنولوجيا، و العلوم، والحاسوب. و الطب، و المعارف. وهي أمور محمودة بلا شك، و لكن وصل للأزياء. و الأثاث، و الأكل. و الأذواق. شبرآ بشبر و ذراعأ بذراع، فالنساء لا يلبسن بأذواقهن. بل بأذواق دور الأزياء العالمية. وما تلبسه عارضات الأزياء من بنات إبليس يعد جميلا و رائعأ و إن كان قبيحاً و فاضحاً . لا يتناسب مع ديننا و عاداتنا . الإ أن الموضة تتطلب مسايرتها ٠ و ذلك على حساب أموالنا وشخصياتنا الإسلامية و العربية الأصيلة ٠

لقد تحولت أمتنا من أمة رائدة منتجة الى أمة تابعة استهلاكية منقادة لا شخصية لها في طريقة لبسها أو أكلها أوسائرأمورحياتها، ووصل التأثر بالموضة لدى الرجال أيضاً الى طريقة قص شعر الرأس.

إذأ أردنا التخلص من تبعية الغرب و عواقب تتبع الموضة فيجب أن تتحرر العقول و الشخصيات قبل الأجسام و الماديات. وأن نعتز بشخصياتنا الإسلامية السوية وآن نتخلى عن التقليد غير المبرر في شتى جوانب الحياة.

بثت قناة الريان -عبر برنامج «المجهر»- حلقة حول «الثقافة الاستهلاكية» مساء أمس، شارك فيها الدكتور سلطان الهاشمي عضو الرقابة الشرعية لعدد من البنوك والمؤسسات، والإعلامي حسن الساعي، والدكتورة سلسبيل زايد الاختصاصية النفسية بمؤسسة حمد الطبية، وقدم الحلقة سالم بن ثامر القحطاني.

وفي مقدمة البرنامج، أكد سالم القحطاني أن الإنفاق على الكماليات أصبح هدفاً لا ضرورة، الأمر الذي يزيد من الحاجة لمعرفة معنى الثقافة الاستهلاكية، وما يترتب عليها من إعادة تقييم الاحتياجات التي يشتريها كل شخص.

من جانبه، قال الدكتور سلطان الهاشمي، إن الاستهلاك في حدّ ذاته من الأمور المباحة، فالشريعة الإسلامية لم تدعُ إلى تحريم الاستهلاك، ولكنها دعت إلى ترشيد الاستهلاك، وعندما نتحدث عن الثقافة الاستهلاكية، فإننا ندعو إلى ترشيد الإنفاق أو ترشيد استخدام الموارد في موقعها الصحيح.

وأضاف: ربنا لم يحرّم علينا التمتع بالطعام والشراب وكل الزينة، فهو أمر فطري، والشريعة الإسلامية لم تصادم هذه الغريزة الموجودة في الإنسان، ولكنها تتدخل إن خرج الأمر عن حده، لكي تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

وتابع د. الهاشمي: دائرة المحرمات ضيّقة جداً، فما حرّمه ربنا تبارك وتعالى على الإنسان قليل جداً مقارنة بالمباح، والواجبات أيضاً ضيّقة، ولكن ما فيه سعة هي دائرة المباحات، فهي أوسع الدوائر في الشريعة الإسلامية، ولكنها تحتاج إلى ضوابط.

وأشار إلى أن الحق تبارك وتعالى قال: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، موضحاً أن الإسراف في دائرة المحرمات، ما يعني أن ثمة ضابطاً محدداً للثقافة الاستهلاكية، والشريعة الإسلامية قائمة على ضوابط، ومنها ما وضعته في الاستهلاك، فقد وضعت الضروريات والحاجيات والكماليات أو التحسينات.

وقال إن إحدى الأخوات اتصلت عليه، تريد أن تأخذ سلفة لشراء إحدى الماركات، وهي حقيبة غالية جداً، وقد أفتى بعدم جواز هذا السلوك، لأنه نوع من التبذير.

وقالت الدكتورة سلسبيل زايد الاختصاصية النفسية بمؤسسة حمد الطبية، إن دراسة في الولايات المتحدة الأميركية أظهرت أن الفتيات اللاتي تحرص أمهاتهن على اصطحابهن أثناء التسوق أو التجول في الأسواق دون شراء، يزداد عندهن ما يسمى بالإنفاق القهري، وهو سلوك متكرر، فلا يستطيع الشخص التوقف عن التسوق.

وأضافت أن هذا السلوك ينشأ حينما يقوم الشخص بالدخول إلى مكان للتسوق، ويخرج سعيداً لمجرد شرائه الأغراض، منوهة بأن الدراسة أظهرت أن 80 % من الفتيات في أميركا لديهن سلوك الإنفاق القهري.

ونصحت بأن يكون أولياء الأمور قدوة لأبنائهم، فيكون الذهاب للسوق بهدف محدد، فالدراسات تفيد بأن من يذهب لغرض المشي فقط في المجمع التجاري، يعزز لديه هذا الأمر من الشراء القهري.

وأكدت أن تنظيم الفعاليات في المجمعات التجارية له دور أساسي في الإنفاق، وفي الاستهلاك الزائد عن الحاجة، وهي أمور مدروسة من قبل المختصين في التسويق.

وأكد الإعلامي حسن الساعي، أن ثمة إسرافاً في الاستهلاك، لأنه لا توجد ضوابط، ولم يتم تعليم الأبناء كيفية أن يكون لديهم ثقافة استهلاك، فإن حرص ولي الأمر على تعليم ابنه ثقافة الاستهلاك منذ الصغر، فإن هذا سيرسّخ هذه الثقافة عنده، داعياً إلى تدريس هذه الثقافة في الصفوف الأولى للطلاب، بحيث يتشبع الطفل بهذه السلوكيات.

وقام فريق الإعداد بعمل تجربة بأحد مجمعات الميرة، حيث أضافوا مبلغاً مالياً يقارب الخمسين ريالاً على بعض الفواتير، من أجل التعرف على ما إذا كان المستهلكون يقومون بمراجعة الفواتير من عدمه، حيث تبين أن أغلب المستهلكين لا يقومون بمراجعة الفواتير.

وتعليقاً على التجربة، قال الإعلامي حسن الساعي: لا أراجع الفاتورة، ولكن لي أحد الأصدقاء يلفت انتباهي بصورة دائمة إلى ضرورة مراجعة الفاتورة، مشيراً إلى ضرورة مراجعة فواتير الشراء.

أما الدكتورة سلسبيل زايد، فقالت إن عدم مراجعة فواتير الشراء يرجع إلى أن البعض يرى أن المظهر الاجتماعي لا يسمح بذلك، فيجد الشخص حرجاً في أن يقف لمراجعة الفاتورة.

وأكدت أن الدفع نقداً يكون له أثر أكبر على التقليل من الإنفاق، في حين أن الدفع عن طريق بطاقة الائتمان يقلل من الأثر النفسي على المستهلك، فيجعله يدفع دون أن يشعر بلوم نفسه على حجم الإنفاق.

  • المصدر: صحيفة العرب القطرية
  • التاريخ : السبت 18 يناير 2020

قال الدكتور سلطان الهاشمي العميد المساعد لشؤون الطلاب في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر أن عمليات زرع الأعضاء من الأحياء إلى الأحياء أو من الأموات إلى الأحياء تعتبر من القضايا المستجدة التي لم يعرف الفقه الإسلامي أو التشريع الإسلامي لها مثيلا ، إلا أن الفقه الإسلامي بسعته ومرونته قادر على التعامل مع مثل هذه القضايا, وذلك لما يتميز به الفقه الإسلامي من واقعية وسعة ومرونة في التعامل مع هذه القضايا. وبين الدكتور الهاشمي أن المقصود بالعضو أي جزء من الإنسان, من أنسجة وخلايا ودماء ونحوها ,سواء كان متصلا به آو منفصلآ عنه.وفيما يتعلق بعمليات نقل الدم قال الدكتور الهاشمي أن الدم يعتبر عضوا ونقل الدم هو الأكثر شيوعآ ويتم نقل عشرات الملايين من عمليات نقل الدم سنويا ,خاصة بعد ان تمكن العالم النمساوي لاندشتايز من تحديد فصائل عام 1900 وأصبح نقل الدم ومحتويات الدم أمرا روتينيا ويجرى في كافة دول العالم. وقد أجمع أهل العلم في العصر الحديث على جواز نقل الدم بشروطه وهي بالنسبة للمعطي المتبرع أن يكون بالغاً عاقلأ غير مكره في إذنه ,وبالنسبة للمستقبل أن يكون نقل الدم إليه في مرتبة الحاجة أو الضرورة ,وأن يتعين نقل الدم إليه وأن يكون احتمال المنفعة راجحأ رجحانا قوياً .ويجوز إعطاء المريض البالغ الدم دون إذن منه إذا تعين ذلك إنقاذا لحياته. وحتى أولئك الذين يعارضون نقل الأعضاء معارضة شديدة تراهم يسمحون بنقل الدم لعدم وجود ضرر منه على الآخذ والمعطي إلا فيما ندر. وعلى صعيد زراعة الأعضاء التناسلية فقد قرر مجمع الفقه الإسلامي في مؤتمره بجدة تحريم زرع المبيض والخصية لأنهما يستمران في حمل وإبراز الصفات الوراثية للمنقول منه حتى بعد زرعها في متلق جديد, نظرألأنه يؤدي إلى اختلاط الأنساب وتكون ثمرة الإنجاب غير وليده من الزوجين المرتبطين بعقد الزواج أما أعضاءالجهاز التناسلي التي لا تنقل الصفات الوراثية — ماعدا العورات المغلظة جائز لضرورة مشروعة وفق ضوابط ومعايير شرعية.هذه هي قرارات مجمع الفقه الإسلامي , والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وقرارات الندوة الفقهية الطبية الخاصة.وبخصوص بقية أعضاء الإنسان فقال يمكن تقسيمها إلى الأقسام التالية:

أ- نقل العضو من حي ,و فيه حالتان إما أن يكون بإذنه وإما أن يكون بغير إذنه. فإن كان بإذنه ففيه خلاف بين المعاصرين — سيأتي بيانه. وإن كان بغير إذنه فلا يجوز بالاتفاق, لأن هذا التصرف يعتبر سرقة واعتداء على إنسان محرم الدم شرعا.

ب- نقل العضو من الميت ,وفيه حالتان ,فإما أن يكون بإذنه قبل موته أو بإذن من ورثته بعد موته أو بموافقة ولي الأمر إذا كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له , وفي هذه الحالة يجوز نقل العضو. أما إذا لم يأذن الميت قبل موته أو لم يأذن ورثته فلا يجوز نقل العضو إلى الحي. وتناول الدكتور الهاشمي النقل من الأجنة وتتم الاستفادة منها إلى ثلاث حالات :

  • حالة الأجنة التي تسقط تلقائياً.
  • حالة الأجنة التي تسقط لعامل طبي أو جنائي
  • حالة اللقائح المستنبته خارج الرحم.

وقال استعرض الدكتور الهاشمي كل حالة على حدة فبالنسبة إلى نقل الأعضاء البشرية من إنسان حي إلى آخر حي فقد اختلف الفقهاء في نقل وزرع الأعضاء يالبشرية من شخص حي إلى آخر على ثلاثة أقوال :

القول الأول ؛ جواز نقل الأعضاء البشرية من إنسان حي إلى آخر بشروط ٠

وقال بهذا الرأي مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثامنة قرار رقم (1) ,وقرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مؤتمرة الرابع والسادس وفتوى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قرار رقم (62)، (99) وفتوى مفتي الديار المصرية جاد الحق على فتوى رقم (1323) سنة 05/12/1979م.

وفتوى لجنة الإفتاء بالمملكة الأردنية الهاشمية في 18/05/1977م

وقد اشترط أصحاب هذا القول شروطاً لجواز نقل عضو أو جزء منه من إنسان حي إلى إنسان آخر وهي:

  1. أن يكون هذا العضو قد استقطع لعلة أصابت صاحبه مثل عين تقرر طبيا إزألتها لمرضها ,ومع ذلك يمكن الاستفادة من القرنية لشخص آخر بدل ذهاب العين دون فائدة.
  2. يحرم نقل عضو من إنسان حي يؤدي إلى هلاكه مثل نقل القلب أو الكبد لأن ذلك بمد انتحارأ وقتلأ للنفس اللتي حرم الله قتلها إلا بالحق.
  3. أن يكون التبرع بدون مقابل احتساباً لوجه الله تعالى لأن جد الإنسان وأعضاءه ليست محل المعاوضة ولا مانع من إعطاء المتبرع مبلغاً من المال أو هديه من قبيل الهبة لا المعاوضة.
  4. أن يكون المتبرع ( المعطي ) كامل الأهلية آي بالغاً عاقلاً دون إكراه مادي أو معنوي.
  5. أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضررا يخل بحياته العادية لأن القاعدة الشرعية أن الضرر لا يزال بضرر مثله ولا بأشد منه.
  6. أن يكون المستقبل ( أى الآخذ للعضو أو الدم ) مضطراً لأخذ العضو والمضطر من تكون حياته مهدده بالموت إن لم يقم بذلك الفعل.

وقد استدل القائلون بالجواز بجمله أدلة منها : أن نقل الأعضاء يعتبر نوعآ من التداوي الذي حث عليه الشرع الحكيم وفية إنقاذ للنفس من التهلكة (ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) وفيه تفريج كربات والإحسان إلى المحتاجين والمضطرين (من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربات يوم القيامة) وقوله صلى الله عليه وسلم ((من استطاع أن ينفح أخاه فليفعل)) وقوله تعالى ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة)) والإيثار يكون بالمال وغيره بشرط أن لا يؤدي إلى هلاك المؤثر أو حصول ضرر بالغ به. وفيه كذلك تأكيد عنى مبدأ التراحم والتكافل والتعاطف بين المجتمع.

والقول الثاني ؛ ذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز زرع الأعضاءالبشرية من الأحياء وهم قلة واحتجوا بعدة أدلة منها:

  1. أن التصرف في جسم الإنسان من قبيل التصرف الذي لا يجوز لأنه إذا كان بدون إذنه فهو اعتداء وجناية تستوجب القصاص أو الدية وإن كان بإذن المنقول منه فلا يجوز لأنه تصرف فيما لا يملك ,لأن الإنسان لا يملك جسده ولا أعضاءه بل هي ملك خالص لله سبحانه.
  2. أن استعمال جزء منفصل من بني آدم فيه نوع إهانة والآدمي مكرم محترم لقوله تعالى (ولقد كرمنا بني ادم)
  3. أن نقل عفو من المنقول فيه إيلام له وتعذيب
  4. إن في نقل الأعضاء تغييرأ لخلق الله وهو من أمر الشيطان.
  5. أن إباحة نقل الأعضاء الآدمية تؤدي إلى شيوع التجارة والارتزاق بالأعضاء.
  6. أن النقل يؤدي إلى وجود شخصين مصابين بدلا من واحد.

القول الثالث: التوقف في الحكم على هذه المسالة، وبه قال بعض المعاصرين حيث لم يبدو رأيا في هذه المسائل.

وفيما يتعلق بنقل الأعضاء البشرية من إنسان ميت إلى إنسان حي قال الدكتور الهاشمي لقد أجاز كثير من الفقهاء بالإضافة إلى المجامع الفقهية في العصر الحديث الانتفاع بأعضاء الميت بشروط ,ونقلها إلى الأحياء المضطرين المحتاجين لها, وقد استدلوا بجملة أدلة منها:

  1. أن نقل الأعضاء من الأموات إلى الأحياء من جملة الدواء المشروع والمأمور به شرعا.
  2. جملة من القواس الفقهية كقاعدة الضرر "الأشد يزال الضرر الأخف" "ومصالح الأحياء مقدمه على مصالح الأموات" والضرر يزال مبادئ التكافل والإحسان والبر والإيثار.

لم يحظ مصطلح معاصر بالاهتمام، والجدل والغموض حوله مثلما حظي مصطلح الإرهاب، فقد أولت الدول، والمنظمات الدولية، وأجهزة المخابرات العالمية، والإعلامية، والباحثين، والاكاديميين، وغيرهم اهتماماً كبيرا به، وعقدت المؤتمرات والندوات - وما زالت- لمعرفة الدوافع ووضع سبل العلاج.

ولم يتفقوا على تعريف واحد للإرهاب، وإن كانوا قد اتفقوا في المفهوم، ولكنهم اختلفوا في الوصف الذي يصدق عليه هذا المفهوم.

 مشتق من كلمة رعب  Terrorism ومصطلح الإرهاب بالإنجليزية

Terror

فالإرهاب يعني العنف وترويع الآمنين، وسفك الدماء، وتخريب الممتلكات، وقتل الأبرياء

وقد عرف المعجم الوسيط المعاصر الإرهابيين بأنهم: وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية ( المعجم الوسيط 1/376)

وهناك تعاريف كثيرة للإرهاب، إلا أن أفضلها- بحسب ما اطلعت عليه- تعريف مجمع الفقه الإسلامي للإرهاب بأنه: العدوان الذي يمارسه أفراد ، أو جماعات ، أو دول ، بغياً على الإنسان ( دينه ، ودمه ، وعقله ، وماله ، وعرضه ) ، ويشمل صنوف التخويف ، والأذى ، والتهديد ، والقتل بغير حق ، وما يتصل بصور الحرابة ، وإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف ، أو التهديد ، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي ، فردي ، أو جماعي ، يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم ، أو تعريض حياتهم ، أو حريتهم ، أو أمنهم ، أو أحوالهم ، للخطر ، ومن صنوفه : إلحاق الضرر بالبيئة ، أو بأحد المرافق ، والأملاك العامة ، أو الخاصة ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية ، أو الطبيعية ، للخطر ، فكل هذا من صور الفساد في الأرض ، التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها في قوله ( ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) القصص/ 77  " انتهى .

والعلامة القرضاوي- حفظه الله- له مواقف واضحة وصريحة في معالجة الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء، ويسفك الدماء، ويقتل الناس، ويدمر الممتلكات، ويروع الآمينين من غير تمييز بين مسلم وغير مسلم.

ومواقفه واضحة منذ أكثر من أربعين سنة، أي منذ ظهور جماعة التكفير والهجرة في مصر، مروراً بالقاعدة، وبعض الجماعات الجهادية، وانتهاء بداعش التي تقتل، وتفجر باسم الإسلام والإسلام منها بريء براءة الذئب من دم يوسف.

وهذه الورقة تتناول منهج العلامة القرضاوي في معالجته لظاهرة الإرهاب والعنف عند بعض الشباب، وهي ظاهرة أفسدت أكثر مما أصلحت، وهدمت أكثر مما بَنت.

والذين يتبنون هذه الظاهرة لا أرضاً قطعوا، ولا ظهراً أبقوا، بل شوهوا صورة الإسلام، وأعطوا انطباعاً لغير المسلمين بأن الإسلام يتثمل في هؤلاء الأشرار الذين يفجرون ويقتلون الناس في الشوارع فيبتعدوا عن منهج الإسلام الصحيح

ولست هنا بصدد ذكر، أو استعراض فتاوى فضيلته التي تحرم، أو تجرم هذه الأعمال وهي كثيرة مبثوثة في كتبه ووسائل الإعلام بشتى أنواعها، وإنما التطرق لبعض ملامح منهج الشيخ في معالجته للإرهاب، استقيتها من مجموعة مختارة من كتبه هي: فقه الجهاد، الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، الإسلام والغرب نظرات تأصيلية، نحن والغرب، وظاهرة الغلو في التكفير.

وقبل تناول هذا المنهج لا بد من تحرير محل النزاع على طريقة الفقهاء، فليس كل عمل مسلح يعد إرهاباً، وليس كل من حمل السلاح عدّ إرهابياً.

ولذا فإن هناك أعمالاً لا يمكن تصنيفها ضمن دائرة الإرهاب وهي:

أولاً: الكفاح المسلح ضد المحتل والمغتصب للأوطان، مثل إسرائيل التي تحتل أرض فلسطين منذ سنة 1948 وتمارس الإرهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وهدم للبيوت.

فالفصائل الفلسطينية بشتى أنواعها التي تحمل السلاح ضد العدو الصهيوني الغاشم لا يمكن اعتبارها جماعات إرهابية، أو ما تقوم به ضمن دائرة الإرهاب.

وهذا أمر مسلم عالمياً، ومعترف به دولياً

فقد جاء في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المادة (51) ما نصه" ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس - بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق - من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.

فلا ينبغي أن يخلط بين المقاومة المشروعة، أو الدفاع عن النفس  وبين الإرهاب الذي تحرمه كل الأديان وتدينه كل الأعراف والقوانين.

ثايناً: ويدخل في هذا الباب دفع الصائل، وهو الذي يعتدي على غيره يريد أخذ مالهن او قتله ظلماً، أو هتك عرضه.

فيشرع له رد العدوان إذا لم يمكن رده بطريق آخر.

قال تعالى: ( فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (سورة البقرة 194)

فالدفاع عن النفس هنا واجب شرعاً لأدلة كثيرة ليس هنا موطن ذكرها.

ثالثاً: الإرهاب لا يتمثل بدين، أو مذهب معين ولا يصح أن يقال الإرهاب الإسلامي، أو تصاغ القوانين وتجيش الجيوش لمحاربة الإسلام بحجة القضاء على الإرهاب.

ويسكت عن كل أعمال القتل الإرهابية ضد المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، وكأن الإرهاب مصطلح خاص بالمسلمين.

ولم نسمع عمن يتكلم عن الإرهاب البوذي الذي يقتل المسلمين في بورما، أو الإرهاب الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيين في فلسطين، أو الإرهاب الشيعي الذي يقتل أهل السنة في العراق وسوريا.

فالإرهاب لا ينتمي لدين معين، ولا يحمل جنسية بلد ما، ولا يتمثل بطائفة محددة إذا وجدت أسبابه ودواعيه.

بعد هذه المقدمة التي لا بد منها، نتناول بعض ملامح منهج العلامة القرضاوي في معالجته للإرهاب ضمن النقاط التالية:

أولاً: دراسة وبحث ظاهرة الغلو في التكفير من قبل العلماء، والباحثين والأكاديميين، والإعلاميين

وغيرهم، لمعرفة الدوافع والأسباب التي تجنح ببعض الشباب لتبني ظاهرة تكفير المجتمعات المسلمة مما يترتب عليه اللجوء للعنف، والقتل وسفك دماء المسلمين وغير المسلمين بحجة أنهم كفار مرتدون، سواء من كان منهم ملتزماً بأحكام الإسلام أم لا، وسواء فيهم الجاهل والعالم، والذكر والأنثى.

ولا بد من مقارعة الحجة بالحجة، لأن الفكرة لا تقاوم إلا بالفكرة، وإزالة الشبهات التي علقت برؤوس بعض الشباب المسلم.

وهذا منهج الصحابة رضوان الله عليهم، فقد أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لمناقشة الخوارج وإقامة البرهان عليهم.

وقد رجع منهم ما يقرب من ألفين بعد أجاب ابن عباس رضي الله عنهما عن جميع شبههم ونقض  حجهم الباطلة.

وكذلك الأمر في عصرنا،فظاهرة الصرامة والشدة عند بعض الشباب لا تعالج بالعنف، والتنكيل، والتعذيب، والقائهم في غيابات السجون.

فالعنف لا يزيدهم إلا تشدداً، والتهديد لا يزيدهم إلا اصراراً

ولا بد من الاقتراب منهم ومحاورتهم، وحسن التفهم لمواقفهم، وإجراء الحوار العلمي معهم بروح أبوية حانية حتى تتضح المفاهيم، وتزول الشبهات.

وعلى العلماء أن يتحملوا الدور الأكبر في الأقناع والبيان، والتوجيه، والنصح، والإرشاد

انطلاقاً من قوله تعالى: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104]

ثانيا: الدعوة إلى الله عزوجل بالحكمة والموعظة الحسنة (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة النحل 125

فحسن الخطاب ولين الجانب منهج قرآني مع المسلم وغير المسلم، كما أمر الحق تبارك وتعالى موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون فقال جل ذكره (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) سورة طه 44

فالإسلام يرفض العنف بلا مبرر سواء كان بالقول، أو بالفعل، فهو مأمور أن يتحرى في خطابه وجداله (الأحسن)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله.

وإذا كان هذا في القول، فأولى أن يرفض العنف في الفعل أي القوة العسكرية في غير موضعها، سواء أكان عنفاً فردياً، أو جماعياً.

ويرفض قتل امرئ بغير حق، أو حمل السلاح في وجه أنسان آخر لا حول له ولا قوة.

ثالثاً: فهم العلاقة بين المسلم وغير المسلم

إن العلاقة بين بين المسلم وغير المسلم، علاقة واضحة جلية بينها كتاب الله عزوجل في سورة الممتحنة (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))

سورة الممتحنة آية 8،9

فالعلاقة هي علاقة السلم لا الحرب، والبر والإحسان إليهم لا البغض والكره

هذا هو الأصل مع غير المسلمين، لأن العلاقة ليست بين جيش المسلمين وجيش الكفار

أو بين دافع الجزية وآخذها.

يجب أن نفرق بين الحياة المدنية والحياة العسكرية، ولكل واحدة أحكامها الخاصة.

فهناك تبادل تجاري، واجتماعي متبادل بين المسلمين وغير المسلمين، وهناك أيضاً حوار متبادل بين الطرفين.

وعدم فهم هذه العلاقة أوقع كثيرا من الشباب في دائرة العنف، لأنهم ظنوا أن غير المسلمين في بلادنا هم أعداء لنا، فلا يجوز السلام عليهم، أو معاملتهم بالحسنى، أو غير ذلك من أنواع التعاملات.

رابعاً: الالتزام بالمنهج الوسطي المتوازن، الذي يمثل منهج الأمة الوسط.

(وكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)

سورة البقرة؛ 143

هذا المنهج الذي يعبر عن حقيقة الإسلام، أي النظرة المعتدلة المتكاملة للناس والحياة بعيداً عن الغلو والتقصير.

والوسطية تتجلى في الحرب كما تتجلى في السلم، فالنصرانية تدعو إلى السلام ولو مع من اعتدى عليك في نفسك ومالك، فلا تقاوم الشر بالشر، ولا السيئة بالسيئة.

واليهودية تدعو إلى استئصال الأعداء ولا تبقي للأعداء باقية

وأما الإسلام، فأجاز المعاملة بالمثل، والعدوان بالعدوان، وشرع العفو والمسامحة عند المقدرة.

وإذا دخل الحرب فإنه يدخلها مضطراً للدفاع عن الحرمات والمقدسات، مع مراعاة الضوابط الأخلاقية في الحرب.

خامساً: معرفة الغاية والهدف من الجهاد في سبيل الله

فالجهاد في الإسلام ليس هدفاً في حد ذاته، بل وسيلة لتحقيق هدف، ولا يخوض الحرب إلا إذا أجبرته سنة التدافع، ولا يمكن أن يمنع الإسلام الحرب، وفي نفس الوقت لا بد أن يستعد لها حتى لا يستباح حمانا، ويعتدى على مقدساتنا ودمائنا، وأموالنا.

فالإسلام لا يتشوف إلى القتال، ولا يتطلع إلى سفك الدماء، بل يتطلع إلى انتهاء الأزمة بين المسلمين وخصومهم بلا قتال.

وقد عبر القرآن عن هذا الأمر فقال تعالى:( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) سورة الأحزاب 25

وهذا يدل على روح الإسلام السلمية.

ويمكن إجمال أهداف الجهاد في الإسلام: رد الاعتداء سواء كان واقعاً على الدين أو على الوطن

منع الفتنة أو تأمين حرية الدعوة، أي منع الفتنة والاضطهاد في الدين، ورفع أساليب الضغط والإكراه المادي والأدبي عن الناس، وتأمين حرية الدعوة، والدعاة، ليؤمن من آمن بحريته، ويكفر من كفر باختياره.

إنقاذ المستضعفين من ظلم الجبارين، وتسلط المستكبرين بغير الحق.

تأديب الناكثين للعهود، وفرض السلام الداخلي بالقوة وهذا موجه للمسلمين لفض النزاع المسلح بين طائفتين.

  سادساً: التعمق في دراسة العلوم الشرعية، وعلوم الآلة المعينة لفهم الكتاب والسنة النبوية

تعمقاً يزيل الجهل بالشريعة الإسلامية ومعرفة مقاصدها عند بعض الجماعات الجهادية، وبعض الغلاة.

والمقصود دراسة العلوم الشرعية، لا المعلومات الشرعية، فالأولى تؤصل طالب العلم الشرعي الذي يكون قادراً على البحث والنظر، والاستدلال، وتحقيق المناط، وتكييف النوازل على المعاصرة، وربطها بالأصول، وفق قواعد الشريعة ومقاصدها.

ويعرف مراتب الأحكام وأنها ليست في درجة واحدة من حيث ثبوتها، وبالتالي من حيث جواز الاختلاف فيها.

والثانية تسبب فهماً سطحياً يؤدي للتسرع في الحكم، وخطف الأحكام من النصوص خطفاً دون تأمل ولا مقارنة، وهي التي جعلت طائفة الخوارج قديماً تسقط في ورطة التكفير لمن عداهم من المسلمين، وتقاتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد كانوا جنوداً في جيشه.

وقد غفل بعض الشباب  عن تلقي العلم من علماء الشريعة الثقات، لأنهم لا يستطيعون أن يخوضوا هذا  بحر العلوم الشرعية وحدهم، دون عالم يأخذ بأيديهم ويشرح لهم الغوامض، ويرد الفروع إلى أصولها، والنظائر إلى أشباهها.

هذه بعض ملامح منهج العلامة القرضاوي –حفظه الله-  في معالجته للإرهاب

ولا شك أنها كثيرة جداً مبثوثة في كتبه وفتاواه، حاولت ذكر أهمها، وإلا فالموضوع يحتاج لدراسة متأنية فاحصة.

وبهذا يتبين للقارئ أن العلامة القرضاوي الذي اتهم ظلماً من المسلمين وغير المسلمين بالإرهاب، لديه منهج واضح جلي في معالجته، بل إنه من دعاة الحوار بالحسنى ونبذ العنف، ومقارعة الفكر بالفكر، ومحاربة الجماعات الجهادية التي شذت عن منهج الإسلام الوسطي.

حري بهؤلاء جميعا الاطلاع على هذا المنهج الذي يرسم للصحوة الإسلامية طريقها، ويبين لها اعوجاجها، ويبعث الأمل في نفوس أبنائها.

والله يقول الحق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر ندوة علمية بعنوان التجارة الإلكترونية تحدث فيها الدكتور سلطان الهاشمي وذلك بحضور عدد كبير من أساتذة كلية الشريعة والقانون وعدد من المهتمين من الطلاب بمبنى الكلية.

وأشار المحاضر أن التجارة الإلكترونية تعتبر ارتباط الإيجاب والقبول على وسيلة إلكترونية لإبرام مجموعة متكاملة من الصفقات التجارية، موضحأ أن الوسيلة الإلكترونية تشمل الوسائل المتاحة حاليا والإنترنت ويشمل قيد المجموعة المتكاملة من الصفقات التجارية على توزيع وبيع المنتجات العينية والإلكترونية والخدمات وتأسيس الروابط التجارية.

وأكد على أنه لا بد من التفريق بين مصطلحين يخلط الكثير من الناس في التمييز بينهما وهما التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية، فالأعمال الإلكترونية تمتد كسائر الأنشطة الإدارية والإنتاجية.. ولاتتعلق بعلاقة البائع أو المورد بالعميل ولكنها علافة أوسع من ذ لك بكثير.

أما التجارة الإلكترونية هى عبارة عن نشاط تجاري تركز عز تعاقدات البيع والشراء وطلب الخدمة وتلقيها بآليات تقنية وحسن نية، لذا فإن الأعمال الإلكترونية أعم وأشمل من التجارة الإلكترونية.

وفال: إن طرق إجراء العقود إلكترونيأ لا تخرج غالبأ عن الأنواع الثلاثة: أولاً إجراء التعاقد عبر الشبكة المعلوماتية العالمية، ثانيأ التعاقد عبر البريد الإلكترونى ويقصد به استخدام الوسائط الإلكترونية فى نقل الرسائل بدلآ من الوسائط التقليدية. ثالثاً: التعاقد بالمشاهدة والمحادثة الإلكترونية حيث يمكن مشاهدة الطرف الآخر ومحادثته بشكل مباشر عن طريق برامج معينة تقدم مثل هذه الخدمة.

أما بالنسبة للخلاف بين المتقاعد ين إلكترونيأ وطريقة فض النزاعات فقد أكد الهاشمى أن المتعاقدين عبر الوسائط الإلكترونية ليسوا بمنأى عن الخلاف الحاصل عادة بين التجار والصور السابقة تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن البيع والشراء والإجارة وغيرها من أنواع التجارات الأخرى مظلة لوقوع الخلاف بين المتعاقدين إلكترونياً وبين التخاصم لذلك كان لا بد من طريقة لتسوية النزاعات والخصومات بين المتعاقدين عبر الوسائط الإلكترونية حتى لا يتمادى القوي في الباطل.

وانتقل المحاضر في الشق الثاني إلى التحدث عن صعوبة تحديد القانون الواجب تطبيقه فى حالة التعاقد الإلكتروني وتحديد محل التقاضي ومرجعيه التحاكم بينهما فقد أكد أنها من أكثر القضايا صعوبة. وتتمثل الصعوبة في النقاط التالية: عالمية التعاقد عبر الوسائط الإلكترونية التي لا تعترف بالحدود الجغرافية، والسياسية للدول، سهولة عدم الوجود المادي للأطراف في مكان واحد إلزامية تنفيذ الأحكام، فلا عبرة بكم لا ينفذ وتساءل: كيف يمكن تنفيذ الحكم القضائي في مجتع ثقافي يصعب السيطرة عليه وإلزام المحكوم ضده بتنفيذ الحكم؟ وهل تلزم دولة من الدول بتنفيذ احكام دولة اخرى لا سلطان عليها؟

وتأتي هذه الندوة ضمن الفعاليات والأنشطة التي تنظمها وتعدها اللجنة العلمية بالكلية ويرأسها الأستاذ الدكتور محمد عثمان.

قال الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر ان رمضان هذا العام يأتي في ظل ظروف مختلفة يجب استغلاها على اكمل وجه واكد ان الأجواء مناسبة لعبادة الله عز وجل وقراءة القرآن وهي فرصة لعدم إضاعة الوقت في الخروج من المنزل. وأضاف الآن لدينا أوقات كثيرة لاستغلال الشهر الكريم، حيث يجب ان نعود انفسنا على قراءة القرآن الكريم وعلى بعض السنن المهجورة واستقبال الفضائل في هذا الشهر المبارك.
ولفت د. الهاشمي خلال حديثه لتلفزيون قطر الى ان لصلاة التراويح فضلا كبيرا جدا وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ان الرسول صلاها 3 أيام جماعة وخوفا من ان تفرض على امته صلاها في البيت.
واكد ان صلاة التراويح يمكن ان تصلى في البيوت بحيث يؤم صاحب البيت او أي شخص اخر المصلين وتحسب كقيام ليلة وأي صلاة تصلى بعد العشاء تعتبر من قيام الليل.
وحول جواز الصلاة خلف وسائل الاعلام قال: أنا لا أوافق على هذه الفتوى ولا حاجة لمثلها على الاطلاق لأن المفتي عندما يفتي يجب ان ينظر الى مآلات الأفعال ربما الناس قد يصيبها التكاسل بعد انتهاء الازمة وربما يلجؤون الى الصلاة خلف التلفاز وهذا غير جائز. وانا أرى انه لا جواز للصلاة خلف البث المباشر والمذياع ولا حاجة الى ذلك.
واكد د. الهاشمي ان القلوب لا تزال معلقة بالمساجد والشوق موجود الى المساجد بشكل دائم وسنعود قريبا الى المساجد، وقال عندما تفتح المساجد ستعود الناس اليها بشوق ونية العبادة موجودة والشوق الى عبادة الله موجود ونأمل ان نصلي العيد في المساجد، وقال يجب على الجميع الآن الالتزام بالجلوس في المنزل حتى نصلي العيد في المساجد وهناك نية وهي يؤجر عليها الانسان وحتى لو لم يفعلها.
لافتا الى ان إقامة الصلاة في البيت جماعة يشكل وعيا مجتمعيا كبيرا بين افراد الاسرة وتجعل الأب قدوة لأبنائه وقد تعلمنا اليوم دروسا من هذه الجائحة قربتنا من الله عز وجل واذا لم نتقرب الى الله في هذا الوقت فمتى سنعود الى الله وكلنا مقصرون واليوم مناسب لتعويض التقصير وهي منحة لتصحيح الأخطاء.

  • المصدر : جريدة الشرق القطرية
  • التاريخ : 06 مايو 2020

ناقشت حلقة أمس من برنامج "كيف أصبحت" على إذاعة القرآن الكريم موضوع الاستهزاء والسخرية بالآخرين وآثارها السلبية وعيوبها والأدلة الواردة في التحذير من هذا الخلق المذموم، حيث استضافت الحلقة الشيخ الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي العميد المساعد للبحوث والدراسات العليا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وحذر خلالها من عواقب السخرية أو الاستهزاء من الآخرين، ووصف هذا السلوك بأنه واحد من آفات اللسان.

مشددًا على خطورة وعظم آفات اللسان الذي في المقابل يعد نعمة من نعم الله على الإنسان، «إلا أن بعض البشر يستعملون تلك النعمة الاستعمال غير الصحيح، فيسخرون ويستهزئون من مصائب الآخرين». ووجه د. الهاشمي رسائل إلى كل من الطلبة الذين حذرهم من السخرية من زملائهم في المدارس، كما حث المعلمين على التعامل مع مثل هذه الحالات، شارحاً خطورة هذه الظاهرة ومستدلاً بالكتاب المبين وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وسرد عددًا من الآيات والأحاديث.

وحذر مما بات سائدًا في هذا الزمان من انتشار للسخرية والاستهزاء، الذي غذته وسائل الاتصال الحديثة، ليخرج من إطاره التقليدي إلى الفضاء الأرحب، حتى أصبح وكأنه أمر ترفيهي، بعدما تعددت أساليبه وأشكاله وأماكنه، وأصبح الشامتون يتخذون منه وسيلة للترفيه والسعادة ، ولم يدركوا أنهم بذلك يخسرون من قيمهم الأخلاقية في الدنيا وحسناتهم في الآخرة، داعيًا إلى نبذ هذا النوع من السلوك وعدم المساهمة في نشر المقاطع المصورة التي فيها استهزاء للآخرين أياً كانت. ودعا إلى غرس القيم المضادة للاستهزاء والسخرية.

  • المصدر : جريدة الشرق القطرية
  • التاريخ : 16 نوفمبر 2018

أكد الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي العميد المساعد للبحوث والدراسات العليا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر أن الإيمان بقدرة الله عز وجل في إزاحة الغمة والوباء عن الأمة له دور كبير إدخال الطمأنينة والراحة النفسية على الفرد مشيراً إلى أن المسلمين بشكل خاص هم أكثر الفئات استعداداً نفسياً وأكثرهم طمأنينة وسلاما نفسيا وأمانا وعدم خوف من مثل هذه الأوبئة والأمراض التي تصيب البشرية بين فترة وأخرى.

وقال الدكتور الهاشمى في لقاء مع برنامج المسافة الاجتماعية الذى يذيعه تلفزيون قطر وقناة الريان الفضائية أن رفع مستوى الطمأنينة من هذه الأوبئة يتطلب من المسلم أن يلتزم بأمرين مهمين أولهما توثيق الصلة مع الله عز وجل وذلك بالإكثار من العبادات والنوافل وقراءة القرآن والأذكار والأمر الآخر الإيمان بالقضاء والقدر فأي مصيبة تصيب الإنسان فهي عند الله عز وجل مكتوبة ومقدرة ومسجلة في اللوح المحفوظ منذ الأزل فلا يخاف المسلم بطريقة مرضية من هذه الجائحة، مشيرا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه». فسواء كان ما يصيب المسلم من مرض جسدي أو نفسي مثل الهم والحزن فكلها عند الله عز وجل لها حسنة وتكفر عن السيئات وتزيل الخطايا فلا داعي للخوف والهلع فمثل هذا الوباء مقدر ومن الممكن أن يصيب المسلم وينبغي أن يكون مهيئا لذلك.

ولفت إلى أن كورنا «كوفيد-19» يندرج تحت بند الأوبئة وليس الطاعون معرفاً الطاعون على حسب الأحاديث النبوية الواردة فيه بأنه مرض جلدي يتسبب بموت آلاف الناس أما الوباء فهو عكس ذلك فهو مرض شديد العدوى ولكن عدد الوفيات فيه قليل جداً مقارنة بأعداد المصابين إلا أنه شدد أن الأوبئة بشكل عام تأخذ أحكام الطاعون من حيث اجتناب المريض التواجد مع الأصحاء ومن حيث أجر الشهادة وأن من يموت فيه فهو شهيد بإذن الله. ووجه كلمة طمأنة وبشارة بأن هذا المرض سينتهي وأن أي مصيبة كما يقول ابن القيم لها بداية ولها نهاية وأي حدث يصيب البشر لن يستمر إلى مدة طويلة.

وأعطى د. الهاشمي مثالاً عن طاعون عمواس الذي ضرب في السنة السابعة عشرة من الهجرة وقتل من الصحابة الآلاف وقتل من التابعين حوالي 30 ألفاً، ومات بسببه معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما، وأكد أن ما تمر به قطر في الوقت الحالي لم يصل إلى مرحلة مخيفة خاصة أن الجهات المعنية استطاعت محاصرة الوباء ومعالجة المصابين بكل إمكانياتها كما أن عدد الوفيات في قطر هو الأقل على مستوى العالم مقارنة بعدد الإصابات وهذا يدل بأن هذا المرض خطورته فقط في سرعة انتشاره ويجب أن يأخذ الفرد احتياطاته لتجنب الإصابة به حتى لا يكون سبباً في تفشيه.

وأكد أن المسلم يجب أن لا يخاف من هذا المرض لأن الله عز وجل لا يستأصل أمة الإسلام بالأمراض وهو مرض له دورته لمدة معينة وسينتهي بسلام.

ودعا د. الهاشمي الجميع للعودة إلى الله عز وجل خاصة أن هذا الوباء أظهر تقصيرنا في العبادات بعد أن كنا نضيع معظم وقتنا في الخروج من المنزل طيلة الوقت للقيام بالأمور الحياتية غير المهمة، مؤكداً أن الوقت حالياً مهيئ للتقرب أكثر إلى الله عز وجل وقضاء الوقت بالعبادات وقراءة القرآن والتثقف في الدين كما يجب أن يحرص رب المنزل على حث أبنائه وعائلته على العبادات وأن يلقي عليهم كلمة تربوية كل يوم بعد أداء صلاة التراويح حتى يكون لها أثر في نفوسهم.

ووجه د. الهاشمي كلمة لمن يتواجد في الحجر الصحي ومن كتب تعهداً للجهات المعنية بأن يلتزم بالمكوث في المنزل وأكد أن من أصيب بالعدوى أو لا يزال هناك شك في وضعه الصحي فلا يجوز له شرعاً أن يتواجد مع أناس أصحاء وعليه أن يعزل نفسه في الحجر المنزلي أو الصحي، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الأحاديث النبوية والآثار الخاصة بالصحابة التي تحث المريض على عزل نفسه وعدم الاختلاط مع الأصحاء كما أن جميع الفقهاء في المذاهب الفقهية الأربعة لا يجيزون للشخص المصاب أن يختلط مع الأصحاء.

  • المصدر : جريدة الراية القطرية
  • التاريخ : 5 مــايـو 2020م

أكد عدد من الاكاديمين و الخبراء انه وبعد مرور 1000 يوم على الحصار فإن قطر قوية حققت انجازات و تتمتع ببنى اقتصادية واجتماعية و تعليمية وصحية كبيرة محققة مكاسب لا تعد ولا تحصى وهي اقوى الآن من ذي قبل و قالوا لـــ الشرق على الرغم من محاولات دول الحصار النيل من قطر في المحافل العربية و الدولية إلا أنها تصدت لهم ودافعت عن نفسها بالحجة والبراهين و أثبتت للعالم أنها أقوى من ذي قبل. لافتين إلى أن قطر اعتمدت على نفسها و حققت الاكتفاء الذاتي و قامت بالانفتاح على العالم و أوجدت أسواق بديلة عالمي و قد استطاعت أن تتجاوز اثأر الحصاربفض القوة الناعمة و الإعلامية و حققت انجازات كبيرة ازدهرت ونمت بشكل كبير جدا وتفوقت على دول الحصار متسلحة بالمصداقية و بالنزاهة و بحرية الكلمة.

د. سلطان الهاشمي: قطر قوية وحققت مكاسب كبيرة

قال الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة قطر إنه وبعد مرور 1000 يوم على حصار قطر تحول من محنة إلى منحة ربانية خرجنا بها بمكاسب كبيرة و على كافة الأصعدة و المستويات و أكد أن قطر تحسنت وخرجت قوية تتمتع ببنى اقتصادية واجتماعية و تعليمية وصحية كبيرة خرجت محققة مكاسب لا تعد ولا تحص و أكد د. القاسمي أن قطر اعتمدت على نفسها وقد حققت الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية و أيضا قامت بالانفتاح على العالم و قد أوجدت أسواق بديلة عالمية مما أدى إلى توسع منتجاتها و تعدد بضائعها و قد أصبحت الخيارات أمام المستهلك أوسع و اكبر وأكثر من قبل. وكذلك حققت قطر انتصارات على صعيد القوة الناعمة آو الإعلامية حيث كانت بعض وسائل الإعلام القطرية تقف كشوكة أمام دول الحصار وقد طالبوا بإغلاقها و ها هي تنمو وتزدهر و قد حققت انجازات كبيرة و أيضا حققت جميع المنابر الإعلامية في قطر انتصارات كبيرة و ازدهرت ونمت بشكل كبير جدا وتفوقت على دول الحصار متسلحة بالمصداقية و بالنزاهة و بحرية الكلمة.
وقال د الهاشمي لقد تجاوزنا آثار الحصار منذ زمن و قد خلق لدينا هذا الحصار اتجاهات أخرى مختلفة عن ذي قبل وقد حققنا مكاسب لا تعد ولا تحصى على كافة الأصعدة و المستويات.
وأشار السيد الهاشمي أن ما يحز بالنفس هو الجانب الاجتماعي حيث ساهمت دول الحصار في تشتيت شمل العائلات و تفريق أواصر القربى وقد حرمت الأسر القطرية من التواصل مع اقرانها في دول الحصار بسب منع تلك الدول القطرين من الدخول لأراضيها ومنع مواطنيها من دخول قطر هي سابقة لم تحدث من قبل و قال أن الحصار شتت العائلات و فرق بين ذوي القربى و أيضا ما يحز بالنفس هو حرمان القطريين من الحج و العمرة حيث إن دول الحصار قامت بتسييس المناسك و احتكار الأراضي المقدسة التي من المفترض أن تكون مفتوحة أمام الجمع فقد حرمت القطرين من أداء المناسك و قد أغلقت أراضيها أمام القطريين ومنعتهم من أداء فرائضهم. و لفت د. الهاشمي أن قطر عملت بجد كخلية متكاملة بفضل حكومتنا الرشيدة وأبناء شعبنا الأوفياء و المقيمين على هذه الأرض الطيبة الذين التفوا ووقفوا وقفة رجل واحد وساهموا في نهوض البلد وقال لقد شهدنا لحمة وطنية لم نشهدها من قبل على الإطلاق.

د. ناصر النعيمي: قطر حققت أعلى معدلات النمو

أكد د. ناصر النعيمي - مدير مركز المواد المتقدمة بجامعة قطر انه بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها قيادتنا الرشيدة قطر تجاوزت اثأر الحصار وخرجت سليمة معافاة وقال في الوقت الذي لا تزال فيه السعودية والإمارات والبحرين تفرض حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على قطر، وتمنع تنقل مواطنيها، وتمنع السلطات السعودية مواطني قطر من أداء فريضة الحج والعمرة، بدأت ملامح تآكل الحصار تتضح اجتماعياً، لافتا إلى أن قطر حققت انجازات كبيرة جدا خلال السنوات الثلاث الماضية فعلى صعيد الرياضة استضافت أكثر من حدث رياضي دولي و إقليمي على أراضيها وهاهي تسير باتجاه استضافة الحدث الأكبر وهو كأس العالم و أيضا انتصرت إعلاميا وتصدت للهجمات الشرسة التي تعرضت لها من قبل الأشقاء بحكمة وروية و بأخلاق عالية تعبر عن أهل قطر ومن يعيش على أراضيها فقد ترفعت عن المهاترات وكانت حجتها البينة و الدليل بعيدا عن الإسفاف الإعلامي و على الصعيد الاقتصادي حققت الدولة اكتفاء ذاتي و انفتحت على أسواق العالم و خلقت لنفسها منافذ عديدة و أيضا حقت انجازات تعليمية وبحثية كبيرة و استطاعت جامعاتها ومؤسساتها التعليمية أن تكثف نشاطها البحثي و الأكاديمي يشكل كبير و أيضا تصدر القطاع الصحي اعلي معدلات النمو وحقق تقدم كبير و قد تم افتتاح العديد من المراكز الصحية و المستشفيات الخاصة و قد حقق هذا القطاع الهام انجازات كبيرة جدا و في خلاصة القول يمكننا القول أن قطر تسير بالاتجاه الصحيح واستطاعت خلال فترة قصيرة من الزمن أن تتجاوز أثار الحصار وهاهي اليوم وبعد مرور 1000 يوم لا تزال الأقوى.

د. إبراهيم الكعبي: اكتفاء ذاتي ونمو اقتصادي كبير

قال الأستاذ الدكتور إبراهيم الكعبي - عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر لقد نجحت قطر في التغلب على الحصار الجائر الذي فرض عليها من قبل دول الجوار و قد أثبتت الدوحة من خلال دبلوماسيتها مكانة كبيرة على مستوى العالم و كانت تحركاتها لحل قضايا إقليمية ودولية تثبت قوتها السياسية.و أضاف د الكعبي أن قطر حققت مكاسب و انتصارات على كافة الأصعدة و شتى المجالات فقد حققت اكتفاء ذاتي ونموا كبيرا على مستوى الأمن الغذائي أيضا انفتحت على العالم واستطاعت أن تكسب أسواق عالمية جديدة وقال إن ما يؤرق القطريين و الشعب الخليجي هو تشتت العائلات و تفرقها وهو ما قامت به دول الحصار عندما منعت مواطنيها ومنعت القطريين من دخول أراضيها و أيضا حرمتهم من أداء فريضة الحج و سيست المناسك المقدسة لافتا إلى آن قطر تمضي قدما بدون دول الحصار وقد حققت المزيد من الانجازات البحثية والعلمية و الثقافية والرياضية و قد نجحت وساطتها في حل العديد من القضايا العالمية.

د. رجب الإسماعيل: قطر انتصرت سياسيا واقتصاديا

أكد الدكتور رجب الاسماعيل - أستاذ الاقتصاد بجامعة قطر أن قطر تجاوزت الأزمة وخرجت منها أقوى من قبل فقد انتصرت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ورياضيا و أكدت للعلم أنها تسير قدما نحو تقدم اقتصادي وانفتاح عالمي وقال لقد قامت القيادة القطرية مسلحة بالقوة والعزيمة بالتصدي للحصار عن طريق العمل الجاد و قد حققت قطر الاكتفاء الذاتي و قامت بانجازات كبيرة جدا و خلال وقت زمني قصير و أشار إلى اللحمة الوطنية التي شهدتها قطر خلال الحصار حيث تلاحم كافة أفراد الشعب و التفوا حول القيادة الحكيمة وبدأت مسيرة التقدم حتى تجاوزنا الأزمة بكافة أبعادها. و أكد الاسماعيل انه على الرغم من كافة محاولات دول الحصار من زعزعة الثقة في قطر و الزج باسمها في العديد من القضايا الشائكة إلا أنها خرجت منها وتجاوزتها و دافعت عن نفسها بالكلمة الصادقة و بالحجة والبراهين وأثبتت للعالم أنها دولة قوية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا و تمتلك مقومات الحداثة. و أشار د الاسماعيل أن ما يحز بالنفس هو تقطع أوصال الأسر في البيت الخليجي الواحد حيث تم قطع الأرحام بين الأشقاء بسبب منع دول الحصار مواطنيها من زيارة قطر وتم منع القطريين من زيارة بيت الله الحرام ومن أداء فريضة الحج.

  • المصدر : جريدة الشرق القطرية
  • التاريخ : 05 مارس 2020م

التقت الحلقة الأخيرة من برنامج "كيف أصبحت" بالدكتور سلطان الهاشمي أستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر وتناول منهج النبي ﷺ في التعامل مع الأخطاء والمخالفين، حيث أكد الهاشمي أن الخطأ من طبيعة البشر، والخطأ والذنب لا ينفك عنه أي إنسان، ولا يستثنى من الوقوع فيه أحد، وبين أن المشكلة ليست في الوقوع بالأخطاء فهذا أمر يشترك فيه الناس جميعا، ولكن المشكلة تكمن في طريقة معالجة الخطأ وعدم التصرف الحسن مع الأخطاء والمخطئين، وضرب لذلك أمثلة من حسن تعامل الرسول ﷺ مع المخطئين، كما في قصة الشاب الذي استأذن النبي ﷺ في الزنا وكيف تلطف به ﷺ بالكلمات الطيبة التي فتحت قلبه وقنَّعته عن الوقوع في الحرام.

وشدد على ضرورة التعامل مع كل سنٍّ بما يناسبها من طريقة في تصويب الأخطاء، فالصغير يختلف عن الكبير، والعالم غير الجاهل وهكذا يحتاج التوجيه لحكمة تربوية في التعامل مع المراحل العمرية المختلفة، وهذا أمرٌ لا بد أن يفقهه المربون جيدا.

ونبه الهاشمي إلى عدم المحاباة والتمييز في انتقاد الأخطاء مع جميع الناس القريب منهم والبعيد بمن في ذلك الأصدقاء فلا محاباة في شرع الله تعالى، واستشهد بحادثة زيد بن ثابت رضي الله عنه عندما استشفع رسول ﷺ في المخزومية التي سرقت ألا تقطع يدها، فردَّه رسول الله ﷺ، وقال: "أتشفع في حد من حدود الله؟".

  • المصدر : جريدة الشرق القطرية
  • التاريخ : 14 أكتوبر 2017 م

انتقد عدد من الخبراء الشرعيين والتربويين من المُتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية إلغاء المسار العلمي لطلبة المرحلة الثانوية بالصف العاشر بالمعهد الديني الإعدادي الثانوي للبنين اعتبارًا من العام الأكاديمي الجاري 2020/‏2021م، لافتين إلى أن طلبة المسار العلمي يُمثلون نصف طلبة المرحلة الثانوية بالمعهد. 

وأكدوا أن المعهد منذ إنشائه وبه مسار علمي وكان عليه إقبال وتخرّج منه أطباء ومهندسون يجمعون بين العلم الشرعي والعلم الحديث، ومن تبوأ مناصب مرموقة في مؤسسات الدولة، داعين إلى إعادة النظر في القرار. وتساءلوا: ما الخطأ في أن يظل بالمعهد الديني مساران أدبي وعلمي يختار الطالب ما يُناسب ميوله ورغباته وقدراته، ورأوا أن قرار إلغاء المسار العلمي سيؤثر سلبًا في إقبال الطلبة على التسجيل بالمعهد خاصة الطلبة القطريين، ومن ثم سيكون هناك عزوف عن التسجيل بالمعهد من قبل شريحة مُهمة من الطلبة، وأبدوا تخوفهم من أن يؤدي القرار إلى إغلاق المعهد الديني في غضون 5 سنوات.

وقالوا: لابد أن يكون طالب المعهد لديه خلفية علمية وشرعية قوية وذلك حتى إذا التحق بكلية الشريعة تكون لديه خلفية علمية ويُخاطب الناس بلغة عصرهم، نظرًا، لأننا نريد عالِمًا شرعيًا يفهم لغة العصر ويفهم الكيمياء والفيزياء، كما كان سلفنا الصالح كابن رشد الحفيد الذي كان فقيهًا وطبيبًا.
وصف د. سلطان إبراهيم الهاشمي أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة قطر ونائب رئيس مجلس أمناء المعهد الديني خطوة إلغاء المسار العلمي بالمعهد بالخطوة المُستغربة وقال لم يتم عمل استبيان للطلبة وأولياء الأمور وتحليل هذا الاستبيان أو أخذ رأي مجلس أمناء المعهد الديني والذين فوجئوا بالقرار.

وكشف أنه: تم مُخاطبة إدارة المعهد من قبل الجهات المُختصة في الوزارة لأخذ رأيهم في إلغاء المسار العلمي، ومن ثم شكّل المعهد لجنة داخلية لأخذ رأيهم، وقد خلصت اللجنة إلى إصدار توصية بعدم إغلاق المسار العلمي لأن المسار العلمي يُشكل نصف طلبة المرحلة الثانوية.

وأضاف: القرار سيؤثر سلبًا على التحاق الطلبة بالمعهد الديني وسيؤدي مستقبلاً لإغلاق المعهد.

وتابع: هناك صفان للمسار العلمي بالمعهد وصفان للمسار الأدبي وإلغاء المسار العلمي يعني خروج نصف هؤلاء الطلبة من المعهد الديني.

وزاد: تخرّجت في المعهد الديني من القسم العلمي في العام 1986 وكان القسم العلمي به شعبتان دراسيتان، لافتًا إلى أن المسار العلمي فتح لمدة 50 سنة وأغلق لفترة مُؤقتة في التسعينيات فضعف الإقبال على المعهد ثم تمّت إعادته مرة أخرى وزارد إقبال الطلبة على التسجيل في المعهد.

وتساءل: هل تجربة عمرها 50 عامًا كانت خطأ؟ مع الوضع في الاعتبار أن هذا المعهد خرّج الأطباء والمهندسين ومنهم أطباء مرموقون في مؤسسة حمد الطبية ومهندسون متميزون في مجالهم ومعروفون فيه.

ووصف قرار إلغاء المسار العلمي بأنه قد يؤدي خلال 5 سنوات إلى إغلاق المعهد الديني تمامًا.

وأكد أن الأقسام العلمية بالمعهد الديني دائمًا ما تحقق المراكز الأولى في المسابقات العلمية على مستوى الدولة.

ودعا المسؤولين في وزارة التعليم والتعليم العالي إلى إعادة النظر في القرار أو الجلوس مع أعضاء مجلس الأمناء وأولياء الأمور لمناقشة هذا الأمر.

وأكد أن وجود المسار العلمي لا يتعارض مع الهدف الذي أنشئ المعهد لأجله لأن العلوم العصرية من المهم أن يلم بها الفقيه والداعية المسلم.

وقال: كان لدينا وعي وإدراك خلال دراستنا بكلية الشريعة بقضايا فقهية تتعلق بعلم الأجنّة وكذلك قضايا الاستنساخ، وكان لدينا فهم للكثير من الإشكاليات والقضايا العلمية الحديثة وإدراكها وتكييفها شرعيًا وذلك بفضل تكويننا العلمي في المعهد الديني، مُشددًا على أن دراسة المسار العلمي تعزّز من مكانة الفقهاء ودارسي الشريعة الإسلامية وليس العكس.
يرى الخبير الشرعي د. أحمد الحمادي الداعية المعروف أن المسار العلمي لابد منه في المعهد الديني حتى يخرج الطالب قويًا علميًا وشرعيًا داعيًا إلى عدم الحجر على رغبة الطالب.

وقال: لابد أن يكون الطالب لديه خلفية علمية وشرعية قوية، مؤكدًا أنه لا توجد إشكالية، حتى إذا التحق الطالب بالمسار العلمي والتحق بكلية الشريعة تكون لديه خلفية علمية ويُخاطب الناس بلغة عصرهم. وأضاف: أن إلغاء المسار العلمي بالمعهد الديني خطوة غير مُوفقة.
وتابع: نريد عالمًا شرعيًا يفهم لغة العصر ويفهم الكيمياء والفيزياء كما كان سلفنا الصالح كابن رشد الحفيد الذي كان فقيهًا وطبيبًا. وذهب إلى أن هناك خصوصية للمعهد الديني تجعله مُختلفًا عن أي مدرسة تخصصية، مؤكدًا أن الدراسة العلمية لا ترهق الطالب ولو أرهقته سيذهب إلى أي مدرسة أخرى. وقال: لاحظنا أن طلبة المعهد الديني أقوياء في كل شيء وفي كل المواد العلمية كالجبر والفيزياء والأحياء والكيمياء والرياضيات والعلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية. وأضاف: سيؤثر إلغاء المسار العلمي سلبًا في إقبال الطلبة على التسجيل بالمعهد الديني خاصة الطلبة القطريين، ومن ثم سيكون هناك عزوف عن التسجيل بالمعهد من قبل شريحة مهمة من الطلبة. وتابع: المعهد يُخرّج رسلاً لقومهم أطباء ومهندسين مسلمين وملمين بعلوم الشريعة الإسلامية وهو أمر مطلوب.

قال الخبير التربوي والشرعي الأستاذ إبراهيم الماس رئيس توجيه العلوم الشرعية بوزارة التربية والتعليم سابقًا: لا أدرى ما الخطأ في أن يظل بالمعهد الديني مساران أدبي وعلمي يختار الطالب ما يناسب ميوله ورغباته وقدراته منهما. وقال: المعهد منذ إنشائه وبه مسار علمي وكان عليه إقبال وتخرّج منه أطباء ومهندسون يجمعون بين العلم الشرعي والعلم الحديث. وأضاف: إذا كان الطالب قادرًا على الموازنة بين العلوم الشرعية والعصرية فهذا أفضل له. وتابع: من الأفضل أن يظل بالمعهد الديني مساران علمي وأدبي حتى يتخرّج منه الطبيب المُتمسك بالأخلاق والقيم الإسلامية والعلوم والشرعية والوعي بالشريعة. وأكد أن خريجي المعهد الديني أحزنهم القرار والذي لا يُعرف السبب في اتخاذه، مُشددًا على أهمية أن يكون لدى خريج المعهد معلومات دينية ودنيوية. وذهب إلى أن الإلغاء ليس في صالح المعهد الديني، مؤكدًا أن طالب المعهد الديني إذا انتقل إلى المدارس العامة يتفوق على الآخرين وأنه لا توجد إشكالية في بقاء المسار العلمي على أن يختار الطالب ما يُناسب ميوله.

وقال: أظن أن الإقبال على الالتحاق بالمعهد الديني سيقل جرّاء القرار لعدم وجود خيارات أمام الطلبة، منوهًا بأن المعهد طوال الفترات الماضية كان يُخرّج الطبيب الداعية والمهندس الداعية المُلم بتخصصه ودينه أيضًا. وذكر أنه منذ العام 1972 أصبح في المعهد الديني مساران علمي وإدبي، لافتًا إلى أنه منذ ذلك الوقت زاد إقبال الطلبة على التسجيل بالمعهد الديني لوجود خيار التخصّص في المسار العلمي بالمعهد.

يرى الخبير التربوي الأستاذ إبراهيم الدربستي، مدير إدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم سابقًا، أن إلغاء المسار العلمي بالمعهد الديني رأي صائب لأنه يجعل المعهد يؤدي مهمته في تأهيل الطلبة المُلتحقين به إلى الدراسة بكليات الشريعة الإسلامية وأصول الدين وغيرها. وقال: لا حاجة للطالب في دراسة المسار العلمي في المعهد الديني لأنه لم يُنشأ من أجل ذلك الهدف. وأضاف: الهدف من المعهد الديني تأهيل أئمة وخطباء وفقهاء وبالتالي المعهد مثله مثل أي مدرسة تخصصية.

وتابع: في الحقيقة المعهد الديني لم يتطور منذ أكثر من 50 سنة، فيما تم تطوير مدرسة التجارة ومدرسة الصناعة. وأكد أن خروج الطلاب لتخصصات أخرى غير التخصصات الشرعية يُفقد المعهد الرسالة التي أنشئ من أجلها. وقال: هناك مُبتعثون استفادوا من منح الدولة وجاؤوا من إفريقيا وآسيا للدراسة بالمعهد ودخلوا تخصّصات علمية ولم يعودوا لبلادهم دعاة كما كان من المفترض أن يحدث. وأضاف: المعهد أدى غرضه والإصلاحات كان لابد منها حتى يتحول المعهد إلى مدرسة تخصصية وهو الهدف الذي أنشئ من أجله.

  • المصدر : جريدة الراية القطرية
  • التاريخ : 6 سبتمبر, 2020 م

أفتى عدد من العلماء وأساتذة الفقه بجواز تباعد المصلين عن بعضهم في صلاة الجماعة وقايةً من العدوى، لافتين إلى أن الاصطفاف وتسوية الصفوف في الصلاة سنة مؤكدة عند الجمهور وأوجبها بعض الفقهاء، فإذا حمل على التباعد ضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة، فإن القول بصحة الصلاة هو الأرجح، ثم الضرورة تقدّر بقدرها، فإذا زال المحذور فقد عادت الصفوف إلى التراص والتسوية، وإذا أديت الصلاة اليوم على الوجه المستطاع لم يكن هذا محرّمًا ولا ابتداعًا في الدين.

وقالوا ل الراية أن وضع علامات في السجاد لتحديد المسافات الفاصلة بين المصلين والتباعد الاجتماعي في المسجد أمر لا يُبطل الصلاة، لأن التراص في الصف شرط مُكمل ومن شروط المُكمل ألا يعود على الأصل بالبطلان.

التسوية سنة

وقال فضيلة د. سلطان الهاشمي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة – جامعة قطر(تسوية الصفوف ‏‏وسد الفُرَج سنّة عند جماهير أهل العلم ‏لحديث (سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة) قال دقيق العيد: ‏تسوية الصفوف اعتدال القائمين على سمت واحد وقد تدل تسويتها أيضاً على سَدّ الفُرَج فيها.

وتابع فضيلته بأن تسوية الصفوف مستحب غير واجب فليس من أركان الصلاة ولا من واجباتها ‏هذا إذا لم يكن هناك عذر، ومع وجود العذر واشتراط الجهات الصحية التباعد بين المصلين خوفاً من نقل العدوى فلا بأس هنا من عدم اشتراط سد الفرج في صلاة الجماعة ‏‏، وختم فضيلته بأن صلاة الجماعة بهذه الكيفية صحيحة .

اتخاذ التدابير

من جانبه أوضح فضيلة الدكتور محمد الصغير أن الله تعالى يقول: {في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ} ومع ظهور معالم انفراج الوباء، وحصول الأمن على النفس، وبداية عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، فإنه ينبغي فتح المساجد والجوامع في كل البلاد مع اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

وتابع فضيلته بأن وضع علامات في السجاد لتحديد المسافات الفاصلة بين المصلين والتباعد الاجتماعي في المسجد أمر لا يبطل الصلاة، لأن التراص في الصف شرط مكمل ومن شروط المكمل ألا يعود على الأصل بالبطلان.

سد الفُرج

أما فضيلة د. محمد سالم اليافعي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فقال: إن إعمار بيوت الله من الأدلة العملية على الإيمان، لقوله تعالى: (إنَّما يَعْمُرُ مساجدَ الله من آمن بالله واليومِ الآخرِ وأقام الصَّلاة وآتى الزَّكاة ولم يخشَ إلاَّ الله فعسى أُولئكَ أن يكونوا من المهتدين}. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان)، والمؤمنون في شوق إلى بيوت الله تعالى، وقلوبهم معلقة بها.

وأوضح أنه بما أن سد الفُرج في الصفوف من تسوية الصفوف الذي هو من هيئات الصلاة المندوبة، وليس من شروط صحة الصلاة أو أركانها؛ حيث أنه من المعلوم أن الصلاة تبطل إذا نقص أحد شروطها أو أحد أركانها، أما هيئات الصلاة المندوبة كتسوية الصفوف، فلا تبطل الصلاة عند تركها، فهي من محسنات الصلاة، التي يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها، فما بالك إذا تركت لعذر قاهر، وهو تجنب الإصابة بفيروس كورونا؛ لذلك فإن التباعد الاضطراري القاهر للحافظ على النفس من العدوى لا يؤثر في صحة صلاة الجماعة، لأن المسلم مُطالب أن يعبد الله بقدر استطاعته، فالله تعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم} والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم}.

مسافات بين المصلين

وقال فضيلة الشيخ يحيى بطي النعيمي الذي يظهر جواز صلاة الجماعة مع وجود مسافات بين المصلين إذا كان هذا مما يساعد في الوقاية من الإصابة بالعدوى ويحد من تناقل وانتشار الوباء بإذن الله، فأما على مذهب جمهور العلماء الذين يرون أن سد الفرج مستحب في الصلاة وليس واجباً فالأمر ظاهر.

وأما على القول بالوجوب فتصح أيضاً ولا يختلف الحكم وذلك لوجوه منها أن الاصطفاف واجب عند الإمام ابن تيمية ولا تصح الصلاة إلا به، ومع ذلك جوَّز صلاة المنفرد خلف الصف إذا لم يجد مكاناً في الصف، وجعل هذا خيراً من تركه الجماعة. فمسألتنا تقاس عليه، بل أولى، ولأنه أفضل من إغلاق المساجد، فترك التراص هنا لعذر، وله نظائر في الشرع من الواجبات والشروط والأركان التي تترك للعذر مع كونها أشد منه.

زوال المحذور

وقال فضيلة د.محمد يسري إن الاصطفاف وتسوية الصفوف في الصلاة سنّة مؤكدة عند الجمهور وأوجبها بعض الفقهاء.

فإذا حمل على التباعد ضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة، فإن القول بصحة الصلاة هو الأرجح، ثم الضرورة تقدّر بقدرها، فإذا زال المحذور فقد عادت الصفوف إلى التراص والتسوية، وإذا أديت الصلاة اليوم على الوجه المستطاع لم يكن هذا محرّمًا ولا ابتداعًا في الدين.

وختم فضيلته بأن من خلف على نفسه المرض فله أن يُصلي جماعة في بيته، وكذا أصحاب الأمراض المناعية والمزمنة كالسكري والربو وغيرها.

#تباعد-المصلين

  • المصدر : جريدة الراية القطرية
  • التاريخ : الجمعة, 12 يونيو, 2020

أكد عدد من الدعاة لـ الراية ضرورة أخذ العِبر والدروس التي تفيد الأمة في حاضرها ومستقبلها من الهجرة النبوية الشريفة التي تعد حدثًا تاريخيًا وذكرى ذات مكانة عظيمة في قلب كل مُسلم .. مشيرين إلى أن من أبرز تلك الدروس أن الأخوة الإيمانية القائمة على العقيدة الصافية هي الأساس المتين في بناء المُجتمع وتحصينه من الآفات والتصدّع.

ونوه الدعاة في هذا الصدد بما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عقب الهجرة النبوية الشريفة من الإخاء بين المُهاجرين والأنصار.. مُشيرين إلى أن الهجرة وما عاشه الرسول الكريم من أحداث عظام فيها سلوى لكل مُسلم حيال ما قد يتعرّض له من مشاق أو مُضايقات في الدنيا، كما أن فيها سلوى للأمة حيال ما يُحاك لها من مُؤامرات، فضلاً عن أنها تزيد ثقة هذه الأمة بدينها ومُستقبلها وبأن نصر الله وعد لعباده الصالحين.

في البداية، أوضح فضيلة الدكتور سلطان الهاشمي عميد كلية الشريعة المُساعد سابقًا أن التاريخ السنوي لم يكن معمولًا به في أول الإسلام، حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته رضي الله عنه كتب إليه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول له: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم، فيقال: إن بعضهم قال: أرِّخوا كما تؤرّخ الفرس بملوكها، كلما هلك ملِك أرّخوا بولاية من بعده، فكره الصحابة ذلك، فقال بعضهم: أرّخوا بتاريخ الروم، فكرهوا ذلك أيضًا، فقال بعضهم: أرّخوا من مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال آخرون: من مبعثه، وقال آخرون: من مهاجره، فقال عمر: الهجرة فرَّقت بين الحق والباطل، فأرِّخوا بها، فأرَّخوا من الهجرة، واتفقوا على ذلك، ثم تشاوروا من أيِّ شهر يكون ابتداء السنة، فقال بعضهم: من رمضان لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وقال بعضهم: من ربيع الأول لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مُهاجرًا، واختار عمر وعثمان وعلي أن يكون من المُحرّم لأنه شهر حرام يلي ذا الحجة الذي يؤدّي فيه المسلمون حجهم الذي به تمام أركان الإسلام فكان ابتداء السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المُحرم. وقال فضيلته: علينا ونحن نستقبل العام الهجري الجديد أن نستذكر الهجرة وصاحبها وما مر عليه من أحداث عظام، لأن فيها سلوى لكل مُسلم حيال ما قد يتعرّض له من مشاق أو مُضايقات في هذه الدنيا، كما أن فيها سلوى للأمة حيال كل ما يُحاك لها من مؤامرات، وأن عليها أن تثق بدينها وبمستقبلها، وبأن نصر الله لا يتأخر عن موعده لعباده الصالحين.

تاريخ عظيم

من جانبه، قال فضيلة الدكتور فضل مراد، الأستاذ بكلية الشريعة: إن الهجرة حدث تاريخي عظيم لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام بل يجب أن نأخذ منه العبر والدروس، فلقد هاجر نبينا عليه افضل الصلاة وأتم التسليم من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية بعد أن لقي من الأذى والضيق والبلاء ما لا تتحمّله الجبال الرواسي، وفقد النصير العزيز من أهله وأقربائه.

وتابع: لقد دلّت الهجرة على دروس وعبر وعظات نلخصها ونجملها فيما يلي، أولًا: حفظ الله لنبيه وتأييده له، ويتجلى ذلك عندما أحاط به المُشركون من كل جانب، فجعل الله له من بينهم مخرجًا، وهذا يدل على أن المُسلم متى ما حفظ أوامر الله حفظه في دينه وأهله وماله .. ثانيًا: دلّت الهجرة النبوية على فضل المسجد ودوره في التربية والتعليم، وتوحيد الكلمة، ورص الصف، ويتجلى ذلك في أن أول عمل قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد دخوله المدينة المنورة بناء المسجد.. ثالثًا: أن الأخوة الإيمانية القائمة على أساس العقيدة الصافية سبب في بناء المُجتمع وتحصينه من الآفات والتصدّع، ويتجلى ذلك من الهجرة النبوية بعقد الإخاء الذي جمع المهاجرين والأنصار.

أشهر قمرية

وقال الدكتور عبدالعزيز عزران المري: إن العرب كانوا في الجاهلية يؤرّخون بأيامها وأحداثها الكبار، كعام الفيل وداحس والغبراء، واستمر ذلك في حياة النبيّ وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وأوائل خلافة الفاروق عمر رضي الله عنه حينما اتسعت الخلافة وشملت بلادًا كثيرة، فجمع عمر الناس في السنة 17 من الهجرة فشاورهم: من أين يبدأ التاريخ؟ فقال بعضهم: من بعثة النبي، وقال آخرون: من وفاته، فقال عمر رضي الله عنه: نبدأ من خروجه من مكة إلى المدينة، فاتفقوا على ذلك، على أن يكون شهر الله المُحرم هو أول الشهور في السنة. وذكر بعض العُلماء أنَّ في القرآن الكريم إشارةً إلى ابتِداء التَّاريخ الإسلامي بالهجرة، وذلك في قول الله تعالى: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ}.

التاريخ والدين

وقال فضيلته: تعرّفوا على تاريخكم الهجري، وتمسّكوا به؛ فإنه تاريخ مُرتبط بالدين ووضع من أجله، فبالأشهر القمرية تربط أحوال الزكاة وآجال الديون والرهان وعدة الطلاق ومُدَد الإحداد والإيلاء وغير ذلك؛ لذا قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون).

وأضاف: الحكمة في ذلك أن الشهر القمري ظاهر للناس كافة ومعلوم ومُشاهد وقت دخوله ووقت خروجه، يعرفه ويُشاهده المُتعلم والأمي، والذي في الحاضرة بين الناس والذي في البادية وهذا من رحمة الله وتيسيره.

تعدد الشعائر

 بدوره أكد الدكتور محمد يسري أن الدين لا يَبقى إلا ببقاء شعائره وإظهارها، وعند المسلمين من تعدّد الشعائر وإظهارها ما ليس عند أصحاب الديانات الأخرى.. مضيفًا أن أعداء الإسلام يجتهدون في توهين هذه الشعائر في قلوب المسلمين؛ لأنه لا سبيل إلى صرفهم عن دينهم إلا بإلغاء شعائرهم أو تحريفها أو إفراغها من معانيها الإيمانية؛ لتكون تقاليد عرفية ليس لها أثر عليهم، مع ضعف حرصهم عليها. وحذّر فضيلته من إهمال التاريخ الهجري لما في ذلك من عزل أبناء الأمة عن تاريخِهم، وسالف حضارتهم وعِزِّتهم. ونبّه إلى أن من المفاسد التي تترتب على إهمال التقويم الهجري ضياعُ كثيرٍ من الشعائرِ التعبُّديةِ، والمعالمِ الشرعيةِ، فلا يتنبه المسلمُ -على سبيل المثال- متى الأيامُ البيضُ، التي رغَّب النبيُّ صلى الله عليه وسلم في صيامِها ولا يعرفُ ما هي الأشهرُ الحرمُ، التي أوجبَ اللهُ على المؤمنين احترامَها وتعظيمَها ولا يعلم متى هي أشهرُ الحجِّ، وغير ذلك من العبادات.

#الهجرة-النبوية

  • المصدر : جريدة الراية القطرية
  • التاريخ : الجمعة, 21 أغسطس, 2020م

علمت "العرب" من مصادر في وزارة التعليم والتعليم العالي، أن الوزارة ألغت المسار العلمي في المرحلة الثانوية في المعهد الديني بشكل مفاجئ قبل بدء الدوام الرسمي للكوادر التعليمية بيومين.

وحصلت "العرب" على خطاب موجه من الوزارة إلى المعهد الديني، يفيد بأنه "نظراً لأن المعهد الديني تم تأسيسه في الأصل ليكون معهداً للعلم الشرعي بهدف توفير مخرجات تستوعب متطلبات دولة قطر من التخصصات الشرعية والقانونية والأدبية.. نود إعلامكم بأنه تقرر إلغاء المسار العلمي من ضمن المسارات التي يطرحها المعهد الديني والإبقاء على المسار الأدبي إبتداء من العام الدراسي القادم (2020-2021) ليتفرد بخصوصيته في مساراته كمدرسة تخصصية في العلم الشرعي وأن تكون مساراته ذات طبيعة تختلف عن مدارس التعليم العام".

وأوضح الخطاب أنه "على أن يستكمل الطلاب الناجحين من المستوى الحادي عشر في المسار العلمي دراسة نفس المسار في المستوى الثاني عشر هذا العام".

ويستكمل الخطاب "وفي حال رغب الطالب القطري في دراسة المواد العلمية للالتحاق بتخصصات جامعية علمية تتولى إدارة المدرسة توجيه طلاب المعهد الديني في الصف العاشر للالتحاق بالمسار العلمي بمدارس التعليم العام، حيث سيتوفر له فرصة دراسة المواد العلمية، إضافة إلى مادة التربية الإسلامية التي تشكل 10 % تقريبا من وقت التمدرس".

وطالبت الوزارة المعهد "بأهمية التنسيق مع جامعة قطر لتوفير مقاعد لخريجي المعهد الديني في كلية الشريعة وكلية القانون وكلية التربية بما يتناسب مع المسار المعتمد".

وقالت مصادر مطلعة، إن الوزارة أرسلت الخطاب بشكل مفاجئ إلى المعهد الديني دون أن تدار نقاشات رسمية بين وزارة التعليم ووزارة الأوقاف ومجلس أمناء المعهد.

وأضافت المصادر لـ"العرب"، أن المسار العلمي تم إغلاقه في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي الأمر الذي أدى إلى قلة الإقبال على المعهد بشكل ملحوظ من داخل قطر، وثم أعُيد المسار العلمي في عام 2010 ضمن خطة تطوير المعهد بعد موافقة وزير التعليم السابق وهو ما ساهم في زيادة الإقبال على المعهد.

وأكدت أن نسبة الإقبال على المسارين العلمي والأدبي متساوية، مضيفة أن نسب النجاح في المسار العلمي عالية وطلاب هذا المسار  متميزون ويمثلون قطر في مسابقات دولية خارج الدولة.

وأوضحت المصادر، أن قرار الإلغاء سيؤدي إلى ضعف الإقبال على المعهد من الداخل والخارج وزيادة طلبات الانسحاب من صفوفه لعدم وجود المسار العلمي، مؤكدة أن عدد كبير من الطلاب المبتعثين الذين يمثلون أكثر من 40 جنسية أجنبية سيتضررون بشكل كبير من هذا القرار خاصة مع بدء تطبيقه إبتداء من هذا العام دون إتاحة خيارات مرنة لهم.

وعلمت "العرب" أن المعهد الديني أرسل خطاباً إلى وزارة التعليم قبل أشهر أوضح فيه خطورة إلغاء المسار العلمي على مستقبل المعهد الديني  بناء على إحصائيات نجاح تطبيق المسار العلمي خلال المدة السابقة و الإيجابيات الكثيرة التي تحققت بعد عودة المسار الى المعهد ، خاصة أن وجود هذا المسار يلبي رغبة الطلاب وأولياء الأمور، ويدعم استمرارية المعهد في تنفيذ رؤيته ورسالته وأهدافه  إلا أن الوزارة لم تنظر في هذا الأمر.

من جانبه، قال الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي العميد المساعد للبحوث والدراسات العليا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر ونائب رئيس مجلس الأمناء في المعهد الديني، إن الوزارة لم تطرح إلغاء المسار العلمي على مجلس الأمناء قبل إقراره.

وأضاف الهاشمي لـ"العرب"، أن التطبيق الفوري للقرار شكل إرباكا كبيرا لدى الطلاب المنتسبين للمعهد خاصة المبتعثين من خارج قطر الذين أتى بعضهم خصيصا للدراسة في المسار العلمي.

وأشار الهاشمي إلى أن المعهد الديني يعد من أقدم المدارس في دولة قطر حيث أسس عام 1954 وخلال تاريخه العريق تخرج فيه الكثير من خيرة رجالات قطر من العلماء والقضاة والوزراء والسفراء والأدباء وعمداء وأساتذة جامعيين ومعلمين وأطباء ومهندسين.

وطالب نائب رئيس مجلس الأمناء، وزير التعليم بمناقشة القرار مجددا مع مسؤولي المعهد  حيث أنه جاء دون رغبة أولياء الأمور والطلاب وإدارة المعهد.

  • المصدر: صحيفة العرب القطرية
  • التاريخ : الخميس 03 سبتمبر 2020م

أكّد عددٌ من العلماء والدعاة أن صلاة الاستخارة سنة عن النبي صلى الله وعليه وسلم، منوّهين بأنها تعلمنا اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى فيما التبس علينا من أمر أو فيما ترددنا فيه، وبالتالي تحل إشكالية كبيرة لدينا وهي الحيرة والقلق من جراء التردد وتزيل عن قلوبنا الخوف من مآلات الأمور.

وشددوا لـ الراية على أن المحافظة على صلاة الاستخارة هي من المحافظة على السنة ، منوّهين بأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا اللجوء إلى الله في كل حال.

وأوضحوا أن هيئة صلاة الاستخارة أن تؤدى كالصلاة العادية فهي ركعتان كأي نافلة يقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن الكريم، ثم يدعو المسلم دعاء الاستخارة بعد التشهد وقبل التسليم أو بعده ويسمي حاجته.

ونوّهوا بأن الاستخارة لا تكون في أمر جزم به الإنسان ورأى صحته، وإنما في أمر متردد فيه لا يعرف الخير في المضي فيه أم الانقطاع عنه، كما لا تكون كذلك في الطاعة والقيام بالحقوق الواجبة مثل صلة الرحم أو الصلاة أو أداء العمرة أو التصدق على المساكين لأن تلك الأعمال، أعمال حث عليها الشرع وهي من أعمال البر والخير.

وأبانوا أن المواضيع التي يستحب فيها الاستخارة الزواج والوظيفة والدراسة وقبل المشاريع التجارية وقبل السفر، داعين المسلم إلى الانسياق تجاه الوجهة التي وجهه الله سبحانه وتعالى تجاهها بعد أدائه لصلاة الاستخارة لأننا لا نعلم الغيب ولا نعلم الخير لأنفسنا.

وأوضحوا أن ما يتداوله بعض الناس من أنه لابد للمستخير أن يرى رؤيا ليس شرطًا وأن الحقيقة هي وجود راحة نفسية من عدمه تجاه هذا الأمر أو مباشرة الأمر وملاحظة وجود تيسير فيه أو تعسير ومن ثم يباشر المسلم الأمر أو يرجع عنه.

في البداية أكّد فضيلة الشيخ د. سلطان الهاشمي أستاذ الفقه بكلية الشريعة في جامعة قطر أن صلاة الاستخارة تُسن لأي أمر حتى لو كان صغيرًا طالما ترددت فيه، مبينًا أن صلاة الاستخارة سنة علّمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يَقُولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي به «، قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ».

وقال: هيئة صلاة الاستخارة أن تُؤدى كالصلاة العادية هي ركعتان كأي نافلة يقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن الكريم ثم يدعو المسلم دعاء الاستخارة بعد التشهد وقبل التسليم ويسمي حاجته.

وأبان أن الصحيح أن يكون دعاء الاستخارة بعد التشهد وليس في السجود أو بعد الرفع من الركوع كما يظن بعض الناس.

وذهب إلى أن بعض الفقهاء رأى أن المرأة التي عندها عذر شرعي، أو الرجل الجنب يمكنهما القيام بدعاء الاستخارة بدون صلاة، خاصة إذا كان الأمر عاجلًا، مشيرًا إلى أن ذلك جائز ولا حرج فيه.

وأوضح أن الأفضل قبل دعاء الاستخارة أن يقوم المسلم بالثناء على الله سبحانه وتعالى بالمحامد وسؤاله بأسمائه الحسنى وأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بدعاء الاستخارة.

ونوّه بأن الاستخارة لا تكون في أمر جزم به الإنسان ورأى صحته وإنما في أمر متردد فيه، لا يعرف الخير في المضي فيه أم الانقطاع عنه.

ويرى فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي الداعية الإسلامي أن المحافظة على صلاة الاستخارة من المحافظة على السنة والتي تربطنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، منوّهًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا اللجوء إلى الله في كل حال كما قال لابن عباس رضي الله عنه: « يا غلامُ ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ …..». الحديث.

وقال: الإنسان يستخير في أمر حلال هو متردد فيه هل يقدم عليه أم يحجم عنه والأصل أن يلجأ المسلم في هذه الحال إلى الله سبحانه وتعالى بالصلاة عبر صلاة ركعتين يقول في نهايتهما دعاء الاستخارة ثم يسمي حاجته.

وأضاف: أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق كان إذا حزبه أمر لجأ إلى الصلاة وناجى ربه، لافتًا إلى أن بعض السلف كانوا يسألون الله حتى الملح وشسع النعل.

وحول وقت الدعاء في صلاة الاستخارة أبان أن بعض الفقهاء قالوا: للمسلم أن يقوله قبل التسليم من الركعتين أو بعد التسليم منهما.

وأوضح أن ما يتداوله بعض الناس من أنه لا بد للمستخير أن يرى رؤيا ليس شرطًا وأن الحقيقة هي وجود راحة نفسية من عدمه تجاه هذا الأمر أو مباشرة الأمر وملاحظة وجود تيسير فيه أو تعسير ومن ثم يباشر المسلم الأمر أو يرجع عنه.

وعن الأمور التي ليس فيها استخارة قال فضيلته: لا استخارة في طاعة وعمل خير وإصلاح بين الناس لأن الطاعات من المسلمات، وبالتالي لا ينبغي أن يدخل الشخص الاستخارة في غير محلها، موصيًا الشباب المسلم بالحرص على إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن بينها الاستخارة وألا يهونوا من قدر السنة النبوية.

وعن المواضع التي تُستحب فيها الاستخارة أوضح فضيلة الشيخ أحمد البوعينين رئيس الاتحاد العالمي للدعاة أن المواضع التي تستحب فيها الاستخارة الزواج والوظيفة والدراسة وقبل المشاريع التجارية وقبل السفر، داعيًا المسلم إلى الانسياق تجاه الوجهة التي وجهه الله سبحانه وتعالى تجاهها بعد أدائه صلاة الاستخارة لأننا لا نعلم الغيب ولا نعلم الخير لأنفسنا.

وقال: من الأخطاء الشائعة أن بعض الناس يصلي الاستخارة أكثر من عشرين مرة لأمر واحد إذا تعسرت الأمور أمامه وكانت لديه رغبة في إتمامها، مؤكدًا أن الرؤيا كذلك ليست شرطًا لتحقيق الاستخارة وإنما الأصل التيسير أو إغلاق الأمر.

وأضاف: إحياء صلاة الاستخارة من السنة ونحمد الله أن كثيرًا من الناس يداومون عليها قبل الشروع في أي أمر مهم متردد فيه، مشيرًا إلى أنه عندما يستخير الإنسان ربه فكأنه يناجيه ويسأله ومن ثم يجد توجيهًا ربانيًا له في هذا الأمر.

وتابع: من المستحب اختيار الوقت المناسب وإن كانت صلاة الاستخارة جائزة في أي وقت بما في ذلك أوقات الكراهة، ناصحًا بتحري الثلث الأخير من الليل خلال صلاتها لأنه وقت إجابة الدعاء، مبينًا أن ذلك لا ينفي صلاتها في أي وقت لأنها صلاة سببية لا سيما إن كان الأمر عاجلًا.

ونوّه بأنه لا يستخير الإنسان في الطاعة والقيام بالحقوق الواجبة مثل صلة الرحم أو الصلاة أو أداء العمرة أو التصدق على المساكين، لأن تلك الأعمال أعمال حثّ عليها الشرع وهي من أعمال البر والخير.

  • المصدر : جريدة الراية القطرية
  • التاريخ : الجمعة, 25 سبتمبر, 2020م

ما زالت الأخطاء والسقطات بالمناهج الدراسية تتوالى، دون أي اعتذار او تبرير واضح من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي، حيث اكتشف اولياء الأمور مصطلحات غير مناسبة في كتاب الصف السابع، بمادة التربية الاسلامية، ووصفوها بالأسلوب الخاطئ والخادش للحياء في طرح المعلومات، مؤكدين على انه يوجد اساليب تربوية أفضل من هذه الكلمات الركيكة لتوصيل المعلومات للطلاب بشكل صحيح، خاصة وأننا نعيش بمجتمع محافظ على العادات والتقاليد، ويرفض بشكل قاطع مثل هذا الأسلوب .

وطالب أولياء الأمور بضرورة إعادة مراجعة المناهج الدراسية التي تم تطويرها مؤخرا، ومحاسبة المسؤولين، كما طالبوا بإنشاء لجنة وطنية لتنقيح وإعداد المناهج التعليمية، ومناقشة المواد الدراسية الجديدة، على أن تضم مجموعة من الاكاديميين وأساتذة الجامعة والمعلمين القطريين المتقاعدين والحاليين، وتساءلوا عن المعايير التي تم على اساسها وضع المناهج الجديدة، والتي حتى الوقت الحالي، أثارت استياء العديد من اولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على أهمية مراعاة بيئة الطالب، وعمره والتدرج في توصيل المعلومة حسب تسلسل المرحلة، والأسلوب التعبيري وانتقاء الكلمات عند إعداد أي منهج جديد .

 د. سلطان الهاشمي: عند كتابة المناهج يجب مراعاة الضوابط الشرعية والمجتمعية

أكد الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي - الأستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر –على أن هناك شروطا يجب مراعاتها عند وضع المناهج الدراسية، و ان تخضع لمعايير، مشيرا إلى انه يجب على الذين يكتبون ويؤلفون الالتزام بهذه المعايير التي وضعت.. وقال : اعتقد ان هناك معايير موجودة في دولة قطر ، خاصة انني كنت رئيس لجنة في تأليف منهج العلوم الشرعية، وعند كتابتنا للمناهج كنا نحرص على الالتزام بالمعايير الموضوعة، وشروطها ، فأهم ما يميز هذه المناهج عند التأليف، ضرورة مراعاة الفروق الفردية، والفئات العمرية، بحيث انه ما يكتب للمرحلة الابتدائية لا يتناسب مع المرحلة الاعدادية، او العكس ، وايضا ضرورة عدم اعتماد المقرر على التلقين والحفظ فقط، وإنما ان يشجع على التفكير والابداع وتعليم الطلاب بعض الامور الحياتية العملية التي يحتاجونها في حياتهم .

ولفت إلى أهمية ان يكون التأليف وفق قدرات الطلاب العقلية، والادراكية ، بحيث ان بعض الامور والمصطلحات لا يجوز كتابتها في هذه المرحلة، فمثلا ما يتعلق بالبلوغ، او الامور المتعلقة ببلوغ الفتى او الفتاة، او غيرها من الامور، التي قد لا يستوعبها العقل في هذا العمر، منوها إلى إمكانية مناقشتها بطريقة علمية شرعية في المرحلة الإعدادية، على اعتبار ان لكل مرحلة متطلباتها، والحرص على خلوها من الاشياء الخادشة للحياء، او التي لا يدركها الطفل..مضيفا أن مثل هذه القضايا التربوية الخطيرة التي إذا لم يستوعبها الطفل، وبالتالي سيسأل عنها، وإذا لم يجد الاجابة الصحيحة عند المدرس او ولي الأمر قد يلجأ الى مصادر أخرى، حتى يشبع نهمه للحصول على هذه المعلومة ، وأيضا لابد ان تراعي هذه المناهج في كتابتها بعض الضوابط الشرعية والمجتمعية ، أي انها يجب ان تراعي المجتمع القطري، مع ضرورة ان تكون هناك لجنة للتدقيق والمراجعة النهائية .

 حمد الكبيسي : المصطلحات والأساليب المستخدمة ببعض المناهج غير مناسبة

 انتقد حمد الكبيسي، اخطاء المناهج الدراسية التي تم رصدها وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفها بأن اسلوبها لم يراع العادات والتقاليد، مشددا على ضرورة تشكيل لجنة لمراجعة المناهج الدراسية الجديدة، بحيث تشمل كل الكتب لجميع المواد، كما يجب أن يكون هناك تدقيق ومراجعة لكافة التعابير والمفرادت بحيث يجب أن تراعي الرأي العام وتتناسب مع العادات والتقاليد.. وقال : ان المصطلحات والأسلوب المستخدم في كتاب التربية الاسلامية للصف السابع، تعد مفرادت خادشة للحياء، واعتقد ان اللجنة المشكلة لتطوير المناهج، لم تحو اشخاصا قطريين، لأنهم الاكثر دراية بالمفردات القطرية المتداولة، واكثر معرفة بالثقافة القطرية المحافظة على العادات والتقاليد، خاصة وان ثقافتنا وتربيتنا لا تسمح بمثل هذا الاسلوب المستخدم .

وطالب بضرورة تشكيل لجنة لمراجعة وتدقيق المناهج الدراسية، تضم من بين اعضائها قطريين، لمراجعة كافة المفردات والمعاني، خاصة وانه بعد اكتشاف هذا الخطأ، من المتوقع ان تظهر اخطاء اخرى، مضيفا أنه لو تم مراجعة الكتب الدراسية قبل طباعتها، فلن تخرج بهذا الشكل، ونرى الاخطاء تلو الاخرى.

 خالد فخرو: يجب مراعاة عمر الطلاب خلال توصيل المعلومة لهم

 قال خالد فخرو، انه يجب مراعاة الفئة العمرية للطلاب عن اعداد المناهج الدراسية، بحيث يجب مراعاة البيئة، والحرص على توصيل المعلومات والمفردات للابناء، بعيدا عن استخدام معاني الكلمات البذيئة او الفجة، مشيرا إلى أن جميع الطلاب لديهم اولياء امورهم، الذين يقومون بالمراجعة والمذاكرة معهم، الامر الذي يعرضهم للحرج الشديد، خاصة مع وجود كلمات خادشة للحياء والذوق العام، وتساءل هل المناهج الدراسية يتم مراجعتها قبل طباعتها، مشددا على ضرورة تشكيل لجنة متخصصة لمراجعة المناهج الدراسية، خاصة وأننا في الوقت الراهن نسعى لتخريج اجيال قوية، قادرة على تحمل المسؤولية ... وتابع قائلا : الخطأ وارد، ولكن يجب عدم الاستمرار فيه، خاصة وان الطلاب عندما يخرجون إلى المدرسة، فهم يذهبون إلى بيتهم الثاني، وسط حرص اولياء الامور على حمايتهم من مخاطر التكنولوجيا.

 عبد الله التميمي: المناهج التي تم الإعلان عن تطويرها مخيبة للآمال

 طالب عبد الله التميمي، المسؤولين بوزارة التعليم والتعليم العالي، بإيقاف هذه الاخطاء، والمهازل على حد قوله، وطالبهم بالتركيز على تعليم الطلاب بما يفيدهم وينفعهم في حياتهم العلمية والعملية، مع ضرورة توجيه الطلاب لمعرفة ما يفيدهم من تعاليم الاسلام بالشكل الصحيح، بعيدا عن استخدام اساليب خادشة للحياء، متسائلا هل التعريف الموجود بكتاب التربية الاسلامية للصف السابع موجود في احد كتب التفسير الشهيرة، وأكد على انه يوجد الكثير من القضايا الجوهرية في الاسلام التي يجب مناقشتها وتعريفها وتعليمها للطلاب، لتخريج اجيال قادرة على تحمل المسؤولية وتخطي الصعاب والتحديات التي تواجههم .

وشدد التميمي على ضرورة مراجعة المناهج الدراسية بشكل دقيق، خاصة وان المناهج هي محور العملية التعليمية الصحيحة، أي انها مستقبل الابناء، مشيرا إلى انه بعد الوعود والانتظار، جاءت المناهج التي تم الاعلان عن تطويرها مخيبة للآمال، بل شكلت صدمة لاولياء الأمور، الذين لن يقبلوا ايه تجاوزات فيما يتعلق بتربية وتعليم الابناء، وطالب بضرورة تشكيل لجنة فورية لمراجعة وتدقيق المناهج، على ان تضم هذه اللجنة المثقفين القطريين والأكاديميين والمعلمين القطريين والمتقاعدين، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة وأنهم على دراية بالعادات والتقاليد القطرية، وتدريس المواد الملائمة حسب الفئة العمرية، مع ضرورة إدخال الكثير من المواد من الناحية الاقتصادية والقانونية بما يفيد الابناء في حياتهم .

  • المصدر : جريدة الشرق القطرية
  • التاريخ : 09 سبتمبر 2018

كتب ومؤلفات فضيلة الشيخ الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي





من فتاوى فضيلة الشيخ الدكتور سلطان بن إبراهيم الهاشمي




السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل أعمال، أعقد بعض الصفقات مع بعض الشركات داخل قطر وخارجها، وإذا كانت عملياتي التجارية داخل قطر فإنني أقوم بها عن طريق البنوك الإسلامية، أما إذا أردت القيام بعمليات تجارية خارج قطر، خاصة في بعض الدول الأوربية، وتحديدا في دولة أحمل جنسيتها فإنني أضطر إلى التعامل مع بعض البنوك الربوية الموجودة في هذا البلد وهذه إجراءات تمليها طبيعة العمل والتعاقد مع بعض الشركات كما لا يخفى عليكم، وسؤالي هو كالآتي:

  • هل ما أقوم به من عمليات مع تلك البنوك الربوية الغربية مخالف للشريعة، مع العلم أنني لم أجد بنكا إسلاميا أتعامل معه؟
  • وهل كل المعاملات مع البنوك الربوية الغربية حرام؟
  • وإذا كان هذا الأمر لا يجور شرعا، وقد ربحت أموالا في ذلك فكيف يكون الموقف الشرعي مع هذه الأرباح؟

وشكرا




الجواب :

أخي الكريم، جزاك الله خيرا على سؤالك وحرصك على تقصي الربح الحلال في تجارتك؛ لأن التفقه في دين الله عز وجل، ومعرفة الحلال محن الحرام يعتبر أمراً واجباً على كل مسلم.

ذكرت في سؤالك أنك مضطر للتعامل مع البنوك الربوية، ولم تحدد نوع هذا الاضطرار.

ومسألة تعامل اسم مع البنوك الربوية في البلاد غيرالإسلامية تحتاج إلى شيء من التفصيل على النحو التالي:

أولا: إذا لم تتوافر بنوك إسلامية واحتاج المسلم إلى الإيداع في تلك البنوك لحفظ أمواله، فيجوز له إيداعها في الحسابات الجارية سواء كان تاجرا أوشخصا عاديا،ولا بجوز له الإيداع في حسابات التوفير أوحسابات الاستثمار.

ثانيا: إذا احتاج المسلم إلى شراء منزل في البلاد الغربية، ولم يتوافر البديل الإسلامي، فقد أجاز مجلس الإفتاء الأوربي وكثير من الفقهاء المعاصرين شراء المنزل عن طريق أخذ قرض من البنوك الربوية إذا كان محتاجا إلى المنزل.

ثالثا: إذا كان المسلم تاجرا كما هو حال السائل فهناك عدة حلول يمكن أن يلجأ إليها الأخ السائل، وتكون بديلا بعون الله تعالى عن القرض بفائدة. وهذا من منطلق . (‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) (الطلاق: من الأية2)

1 - التعامل عن طريق خطاب الضمان المغطى، وذلك فيما إذا أراد السائل شراء بضاعة من أحد الموردين، فإنه في هذه الحالة يطلب من البنك خطاب ضمان أو اعتماد مستندي عن طريق أحد البنوك الموجودة في بلد السائل، وعندما تصل البضاعة له يقوم البنك بدفع المبلغ للبائع، وما يأخذه البنك منه هو عبارة عن أجرة على الوكالة لاشيء فيها.

2 - إذا كان السائل يتعامل مع البنوك الإسلامية عند زيارته لقطر، فيمكن الاتفاق معها على توقيع عقد وكالة في الاستثمار، بحيث يعطي البنك الأخ السائل المبلغ المطلوب لشراء البضاعة باسم البنك، وبعد الشراء لصالح البنك يقوم العميل ببيعها على نفسه بنسبة ربح متفق عليها بين الطرفين. وهذه الاتفاقية تعطى للعميل إذا كان محل ثقة من قبل البنك الإسلامي الذي يتعامل معه.

3 - يمكن للأخ السائل أن بأخذ بعض العقود التي تتعامل بها البنوك الإسلامية، مثل المشاركة أوالمرابحة أوخطاب الضمان عن طريق المرابحة، ثم الطلب من البنك الأوروبي الذي يتعامل معه أن يشتري له البضاعة عن طريق توقيع أحد هذه العقود وبنفس نسبة الفائدة التي يأخذها على العميل في القرض الربوي.

وأما التعامل مع البنوك الربوية في العمليات التجارية فلا يجوز، لعموم الآيات والأحاديث التي تحرم الربا تحريما قطعيا.

وما حصل من الربح فعلى السائل أن يتخلص من نسبة الفائدة الربوية فقط التي كانت مرتبطة بالعقد كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية — رحمه الله — على سبيل المثال:

إذا أخذ قرضا بفائدة ربوية بنسبة 5% فعليه أن يتخلص من 5% يصرفها في وجوه الخير، والباقي حلال له.

والله أعلم بالصواب

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المرجو الإجابة على هذين السؤالين:

تقوم بعض المراكزالتجارية بتنظيم مسابقة خاصة بزبائنها، وذلك عن طريق كوبونات تسلمها لمن يشتري منها بمبلغ محدد من السلع أو المواد الغذائية، وعند الشراء يقوم المركز بتسليم الزبون عددا من الكوبونات، فيكتب عليها اسمه ورقم هاتفه ويضعها في صندوق السحب، وبعد مدة يقوم المركز بإجراء السحب والإعلان عن الفائز أو الفائزين، كما يقوم المركز بعرض جائزة المسابقة التى تكون عادة عبارة عن سيارات،أي أن المسابقة مخصصة لمن يشتري من هذا المركز بمبلغ محدد مسبقا.

  • فهل هذه المسابقات التي تقوم بها هذه المراكز حلال؟
  • وهل المسابقات التي تقوم بها بعض القنوات الفضائية وبعض الإذاعات عن طريق الاتصال الهاتفي آوالرسائل القصيرة (SMS) جائزة؟

وجزاكم الله خيرا..




الجواب :

الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعه.. وبعد

اشتمل السؤال على نوعيتي من السابقات، وحكم كل نوع مختلف عن الآخر، وهي سابقات الراكز التجارية، ومسابقات القنوات الفضائية عن طريق الهاتف الجوال، أوالرسائل القصيرة.

أولأ: مسابقات المراكزالتجارية؛ فقد دأبت المراكز التجارية والجمعيات ومحطات الوقود ونحوها على تقديم جوائز عينية للمشترين عن طريق كوبونات يسجل فيها العميل أوالمشتري بياناته ويتم السحب على هذه الجوائز في نهاية الشهر أو السنة عن طريق القرعة.

وتهدف هذه المحلات من ذلك ترويج سلعها وزيادة الحركة التجارية بسبب كساد بضاعتها.

وهناك ضوابط بجب أن تتوافر فى المحلات التجارية وأخرى في المشتري الراغب في الحصول على الجائة.

أما المحلات التجارية فيشترط:

1 - ألا تزيد من ثمن السلعة أوالسلع كشرط للحصول على الجائزة، وأن يتم بيعها بالسعر المتعارف عليه بالسوق؛ لأنه إذا زيد على ثمنها، فإن هذه الزيادة ليس لها مقابل، فتدخل تحت مسمى أكل أموال الناس بالباطل.

2 - أن يبتعد عن الغش وتوصف السلع بما فيها من عيوب، لأن بعض المراكز تهدف من وراء الحملة الترويجية التخلص من بضاعتها القديمة.

أما المشتري فيشترط فيه:

1 - أن تكون له حاجه حقيقية إلى السلع، لأنه إذا لم تكن له حاجه للشراءإلا من أجل الجائزة فقد يكون ذلك نوعا من الإسراف، (والأمور بمقاصدها)، أي تقصدك الجائزة لا تقصدها.

2 - أن تتحقق شروط البيع في السلعة، وهي أن تكون مباحة ومنتفعا بها ومقدوراً على تسليمها.. إلخ، لأن الشخص قد يشتري الشيءليتلفه من أجل الحصول على الجائزة، فإذا تحققت هذه الشروط فلا أرى مانعأ من جوازالدخول في مثل هذه المسابقات التي تقدمها المراكز التجارية، وهي بعيدة عن معنى القمار، وهو: كل شيء يترتب عليه غنم أو غرم.

ثانيأ: مسابقات القنوات الفضائية عن طريق الجوال أوالرسائل القصيرة: الذي يظهر لي -والله تعالى أعلم- أنه لا يجوز الاشتراك بمثل هذا النوع من المسابقات؛ لأنها من صورالقمار المحرم شرعاً، إذ إن هذه القنوات تقوم برفع أسعار المكالمات والرسائل القصيرة أكثر من المتعارف عليه، فسعر الدقيقة الواحدة قد يصل إلى عشرين ريالأ أو أكثر، والمشترك لا يخلو من أن يكون غارماً أو غانماً؛ لأنه يدفع مئات الريالات ويدخل السحب للحصول على الجائزة، وهذا هوالميسر الذي حرمه الله في كتابه:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة المائدة: 90]

السؤال :

أنا أعمل كوسيط بين الشركات والزبائن، وعملى يبدأ بالبحث أولا عن السلع الجيدة وباثمان مثالية،وينتهي بالبحث عن الزبائن وإقناعهم بهذه السلعة، ويكون اتفاقي مع صاحب الشركة بأن آتي بالزبائن مقابل عمولة، وقد تكون هذه العمولة على حساب الشركة، وقد تكون عن طريق بيع السلعة بثمن معين على أن لي نسبة من ذلك الثمن، فمثلا أبيع لهم السلعة ب 10 ريالات لي منها ريال واحد٠ فهل هذا جائز شرعا؟

المرجو الإجابة عن هذا السؤال

وشكرا




الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه وبعد العمل الذي يقوم به هذا الشخص هوالعمل بالسمسرة أوالوساطة بين البائع والمشتري وهو مشروع بلا خلاف بين الفقهاء، لأن مهنة الوساطة أو السمسرة موجودة من عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين ولم ينكرها أحد من المسلمين، وقد عقد البخاري باباً في أجر السمسرة وروى قول ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لا بأس أن يقول بع هذا الثوب، فما زاد على كذا وكذا فهو لك.

أما بالنسبة للاجرة الذي يأخذها الوسيط فيشترط فيها أن تكون معلومة قدرا ونوعاً حتى لا يحدث الخلاف بين الطرفين، ويصح أن تكون أجرة الوسيط مبلغا من المال معلوم القدر والنوع كـ 100 ريال أو1000 ريال وهكذا، ويصح أن تكون الأجرة نسبة معينة كـ 5% من ثمن السلعة أو يقول له من كل ألف 100 وهكذا، وهذا القول قال بها المالكية والمذهب عند الحنابلة وهو الراجح والله أعلم من قولي العلماء، وذلك لأن مآل الأجرة إلى العلم والأجرة معلوهة نسبتها من الثمن فلا تؤدي إلى النزاع ولا تمنع من التسليم.

والله أعلم

السؤال :

أخي الكريم الشيخ سلطان

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

حصل جدال بيني وبين زوجتي في قضاء ما عليها من صوم في رمضان، إذا أفطرت في يوم القضاء هل عليها قضاء يوم واحد وهو المترتب في ذمتها أو عن يومين وهو قضاء اليوم الذي أفطرته.

لأنها سمعت أحد المشايخ يقول عليها قضاء يومين




الجواب :

أخي الكريم بو محمد

عيدك مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

‏الاصل أن المكلف إذا شرع في عبادة  فلا يقطعها إلا لعذر لقول ‏الحق تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)

فلا يجوز لها قطع هذا الصيام إلا لمرض أو سفرِ أو حيض ونحو ذلك مما يعد عذرًا في نهار رمضان

فإذا كان بدون عدز  ‏فعليها التوبة والاستغفار وعدم تكرار هذا الفعل

وفي الحالتين ليس عليها إلا قضاء يوم واحد فقط وهو اليوم الذي ترتب في ذمتها ولم تكمل صيامه

فليس عليها كفارة ولا قضاء عند جماهير الفقهاء والذي أراه راجحاً

والله أعلم

أما الشيخ الذي أفتاها بوجوب قضاء

فهذا قول عند ‏فقهاء المالكية رحمهم الله

‏لكن الراجح ما ذكرته لك


يمكنكم إرسال أسئلة أو استفسارات شرعية أو طلب فتوى عبر النموذج التالي :